حصد الناشط والمصور السوري "عامر المهباني" المركز الأول في مسابقة التميز العالمية عن فئة الأخبار العامة للعام 2017 التي يقيمها برنامج (POY) أقدم وأعرق برنامج للتصوير الصحفي في العالم، وهي جائزة مشهود لها بالنزاهة والحيادية.
لم يخفِ "المهباني" سروره بالحصول على الجائزة التي نالها بعد خمس سنوات من الحصار وخروجه من أخطر بقاع الأرض (الغوطة الشرقية).
وقال لـ"زمان الوصل" إنه أصيب خلال سنوات الحصار والقصف أربع مرات كان آخرها وأخطرها في عام 2016 أثناء تغطيته للمعارك هناك، ولكن ذلك لم يمنعه -كما يقول- من نقل الحقيقة للعالم ومواجهة الإجرام الأسدي بسلاح الإعلام.
بدأ "المهباني" بالتصوير منذ بداية الثورة 2011 من خلال تنسيقيات الثورة؛ وكان التصوير بالنسبة له مجرد هواية وكانت أول كاميرا يقتنيها نصف احترافية، ودأب على تصوير المشاهد الطبيعية والناس فيها حينما لم يكن هناك مجال للتصوير الصحفي، وفي العام 2013 بدأ "عامر" العمل مع جهات إعلامية غير التنسيقيات كالجزيرة وسمارت والوكالات المحلية، وفي العام 2014 عمل مصوراً صحفياً مع وكالة "رويترز"، ومنها كانت انطلاقته الحقيقية، ولكنه لم يلبث أن انفك عنها عام 2015 ليعمل مع وكالة "فرانس برس" إلى اليوم، وخلال ذلك أنجز العديد من الفيديوهات لـمحطة "bbc" البريطانية وعدد من وسائل الإعلام الغربية، وتجسد صورته الفائزة صمود الإنسان السوري المحاصر وهو يزرع سطح منزله، ويبدو في المشهد الحي المدمر الذي آثر بطل الصورة "محمد عطايا" البقاء فيه بعد أن دُمّر منزله جزئياً وخسر أهله وإخوته في ذات الحي.
وروى "المهباني" أنه التقط الصورة في شهر آذار مارس/2017، وتمت المشاركة بها ضمن مسابقة التصوير العالمية الـ"بوي بيكتشر أوف" من قبل وكالة الأنباء الفرنسية (أ .ف . ب) التي يتعاون معها.
وتشترط المسابقة التي يشارك بها مصورون محترفون من كل دول العالم أن يكون المصور تابعاً لجهة عالمية أو لموقع عالمي وليس هاوياً، وتمنح جوائز عديدة ومنها جائزة التميز فئة الأخبار العامة "جنرال نيوز" التي حصل عليها.
وكشف المصور أنه تلقى خبر الفوز بالجائزة عبر البريد الإلكتروني عندما كان يتأهب للخروج مع عائلته من الغوطة، ولم يكن هناك إمكانية لنشر الخبر لأن هناك -كما يقول- شيء أكبر كان يجري حولنا.
وأردف محدثنا أن الظروف التي عايشها في الغوطة في آخر فترة كانت أكثر من مأساوية على جميع المدنيين، لافتاً إلى أنه تهجّر عدة مرات داخل الغوطة ذاتها.
واستدرك أنه كان يحاول أن يعمل قدر استطاعته وسط الحصار والنزوح والموت اليومي، إضافة إلى ظروف متعلقة بالعمل ذاته، من عدم توفر الإنترنت أو الطاقة الكهربائية أو صعوبات التنقل.
ولفت الفنان الذي ينحدر من مدينة "حمص" إلى أن ظروف العمل الصحفي في الغوطة كانت أكثر صعوبة من غيرها من المناطق المحررة والمحاصرة، لأن الغوطة -حسب قوله- عاشت أطول حصار بتاريخ الثورة السورية، وبالنسبة للصحفيين لم يكن من السهل في ظل هذه الظروف إيجاد قصة يعملون عليها.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية