أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تعددت القرارات ... والمصير واحد ... محمد أحمد محاريق *

 

 

 

 

أطل علينا مجلس الأمن الدولي صاحب الإمتياز بإصدار القرارات التي يطبق بعضها ويوضع البعض الآخر على الرفوف، ليكون بذلك أدى دوره المعتاد بعد طول إنتظار لقراراته التي لا تلتزم بها الأطراف المعنية بها.

 

فقرار مجلس الأمن الدولي الذي حمل رقم 1860 والخاص بالفلسطينيين هذه المرة سبقه ثلاث قرارات لم تطبق حتى اللحظة كتب عليها " مع وقف التنفيذ" فالقرار (242، 338، 194) والخاصة بالقضية الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة وعودة مشرفة للاجئيين الفلسطينيين لديارهم بقيت على حالها منذ تلك اللحظة.

 

قد يقول قائل " أن قرار مجلس الأمن جاء من منطلق الحرص على حياة الفلسطينيين في قطاع غزة، ولكن البعض الآخر لا يؤمن بذلك وقد يقول" أن هذا القرار عبارة عن مجاملة للدول العربية والتي سعت بكل ما تملك للخروج بصياغة لهذا المشروع والذي لا جاء بالصياغة الحرفية الغربية وليست العربية".

 

ولتسجيل موقف للدول العربية ...خرج وزراء الخارجية العرب من جلسة مجلس الأمن والضحكات مرسومة على وجوههم لنجاحهم الباهر في إصدار هذا القرار والذي جاء بعد مشقة شديدة يعتبرها البعض".

 

فالقضية الفلسطينية لا زالت تراوح مكانها منذ قرارات مجلس الأمن التي لم تعد صالحة الآن للتنفيذ أو التطبيق لأن الغبار قد فتت مكوناتها ولم يبقى منها سوى رقم سجلها لكنه محفورا بأذهان أصغر طفل فلسطيني ولن ينساه لأنه يرى فيه بمثابة بوابته نحو غدٍ مشرق يبعث له دولة مستقلة وعاصمة وكيان فلسطيني يشعر فيها بالإستقرار والأمن كما يعيش جميع أطفال العالم.

 

لكنا اليوم نحن الفلسطينيين الأشد حاجة لتطبيق قرار مجلس الأمن الأخير والقاضي بوقف المجازر الوحشية في قطاع غزة في الوقت الذي ليس بمقدورنا فعل شيئ لعدم توازن القوى الإقليمية المحيطة بنا والتي يسعى أغلبها لحساب مصالحه أولا وأخيرا وبعدها ينظر إلينا كفلسطينيين.

 

فصرخات وعويل أطفال ونساء غزة ربما لم تجبر أي قرار دولي حتى الآن بالخروج إلى حيز التطبيق لإجبار أو إرغام أو إلزام كما يراها السياسيين الإحتلال الإسرائيلي بوقف مجازره الجماعية ضد سكان قطاع غزة.

 

وفي الوقت الذي نقف فيه أمام تلك المشاهد المروعة في قطاع غزة يبقى الأمل بالغد المشرق لأطفالنا في العيش بأمان وإستقرار ويبقى الحلم سيد الموقف هو ذاته ولن يتغير مهما بلغ الإحتلال في جبروته وجرائمه ضدهم.

 

 

 

 

Mohammad Mahareq

Journalist & Researcher

West Bank -  Palestine   

(97)    هل أعجبتك المقالة (119)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي