يجري وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا محادثات في موسكو اليوم السبت لبحث الأوضاع في سوريا.
وترعى روسيا وإيران الداعمتان للنظام وتركيا المؤيدة لفصائل معارضة محادثات استانا التي أتاحت خصوصا إقامة أربع مناطق لخفض التوتر في سوريا، إلا أن المساعي من أجل حل النزاع تراوح مكانها نتيجة تضارب مصالح موسكو وأنقرة وطهران حول مصير بشار الأسد.
وتعود القمة الأخيرة بين الدول الثلاث إلى مطلع نيسان ابريل في أنقرة وعندها تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيريه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب اردوغان التعاون من أجل التوصل إلى "وقف دائم لإطلاق النار" في سوريا.
وأعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان إن اللقاء في موسكو بين وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" والتركي "مولود تشاوش اوغلو" والإيراني "محمد جواد ظريف"، "سيركز على كل أوجه التعاون الذي تم اعتماده في إطار محادثات استانا وسيحدد المراحل التي يمكن اتخاذ القرار بشأنها اعتبارا من الآن".
من جهتها، أشارت الدبلوماسية الروسية إلى أن المحادثات ستركز على الوضع الإنساني في البلاد.
وقالت المتحدثة "ماريا زاخاروفا" إن "تأمين المساعدات للشعب السوري لا يمكن أن يكون مشروطا بهدف سياسي"، مضيفة أن القمة ستشمل أيضا محادثات ثنائية.
إلا أن الوحدة التي أبدتها الدول الثلاث في أنقرة قبل ثلاثة أسابيع تزعزعت بعد الهجوم الكيميائي لنظام الأسد في دوما والضربات التي شنتها واشنطن وباريس ولندن ردا عليه ضده، فقد رحبت تركيا بالغارات معتبرة أنها رد "مؤات" بينما دافعت روسيا وإيران عن نظام الأسد.
ويقول المحلل "الكسندر شوميلين" بحسب "فرانس برس" إن الهجوم الكيميائي "أحدث تصدعا في الوحدة بين الدول الثلاث"، مضيفا أن "غايات وأهداف كل منها مختلفة"، مشيرا خصوصا إلى الطموحات المتباينة بين موسكو وطهران.
وتابع "شوميلين" إن "إيران بحاجة إلى موطئ قدم في سوريا لتهديد إسرائيل"، إلا أن ذلك "يطرح مشكلة لروسيا التي تريد فقط ضمان الاستقرار في المنطقة والرحيل"، متسائلا "كم من الوقت يمكن أن تظل هذه الدول معا، هذا السؤال الذي لا يملك أحد إجابة عليه".
أما "اليكسي مالاشنكو" مسؤول معهد الحوار بين الحضارات فاعتبر أن الدول الثلاث تشكل "تحالفا غير مستقر" بمواقف لا يمكن التوفيق بينها قائلا "تركيا لديها موقف واضح جدا فهي ضد بشار الأسد ومن المستحيل التوصل إلى اتفاق حول هذه المسألة".
أما محادثات جنيف التي يشارك فيها النظام وفصائل المعارضة تحت إشراف الأمم المتحدة فمعرقلة منذ أشهر عدة كما أنها لم تحقق سوى نتائج محدودة.
وشددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي "فيديريكا موغيريني" في بروكسل الأربعاء على أن "روسيا وإيران تمارسان ضغوطا على سوريا حتى توافق على الجلوس إلى طاولة المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة"، معتبرة أن "من مصلحة موسكو وطهران المساهمة في حل سياسي".
ويقول "شوميلين" إن مثل هذا الإعلان من شأنه أن يلقى أصداء إيجابية لدى موسكو إذ بعد الفشل الذريع للمؤتمر الوطني السوري في منتجع سوتشي في كانون الثاني، و"روسيا مهتمة باستئناف عملية جنيف"، مضيفا أن ذلك سيكون "الموضوع الرئيسي في الاجتماع الوزاري" السبت.
ولا تُعقد آمال كبيرة على تحقيق تقدم ملموس من أجل التوصل إلى تسوية سياسية فالاجتماع سيخصص للتنسيق بين الدول والحفاظ على اتصال بينها أكثر منه لاقتراح حلول فعلية.
وختم "مالاشنتكو" بالقول "باستثناء إعلان النوايا لن نتوقع شيئا من الاجتماع. البعض سينتقد الولايات المتحدة والبعض الآخر سيدافع عن الأسد بينما سيتناول بعض آخر المشاكل في شمال سوريا ومسألة الأكراد".
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية