أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قناة الدنيا السورية.. والإعلام الهابط! ... أمل الحسين

 بعض القنوات تعقد الندوات وتعد البرامج وتستضيف المثقفين وبمعنى أصح من تعتقد أنهم مثقفون وأصحاب رؤية لتستخدمهم في تشويه الحقائق وتفسير الأوضاع بما ينسجم مع توجهاتها مولدة الفتن ومثيرة للأحقاد، وبعض القنوات تمتهن الغناء الهابط والرقص الماجن وكشف الأجساد الذي يثير الاشمئزاز حيث لا معنى ولا صورة فعلاوة على قلة الحياء إفساد للذوق العام.

 وكلا هذين النوعين من القنوات متشابه في الأثر الناتج على الجمهور.

قناة الدنيا السورية لا تخرج عن هذا الإطار حيث تخصصت في الشتم والقذف فضلاً على خروجها عن الآداب العامة من استخدام لكلمات السباب ولغة الشارع الهابطة التي يترفع عنها رجل الشارع البسيط وهذا إفلاس مهني يسيء للإعلام السوري بشكل عام، فالقناة مرآة عاكسة للدولة والشعب، ولا أظن أن القائمين على الإعلام السوري يرون في الشتم والسباب حرية تعبير!.

ويبدو أن عجز القناة في لفت الأنظار جعلها تنتهج هذا الأسلوب وفات عليها أن الجمهور العربي باتَ يعرف أن النجاح الإعلامي الحقيقي لا يحتاج لأساليب رخيصة للانتشار وأنه لم يعد بهذه السذاجة التي تجعله ينقاد لهذا الإسفاف وأنه أصبح يعي جيداً أن كل كلمة ما هي إلا انعكاس لأخلاق ورؤية قائلها وأنه يطّلع على الحديث والقديم في معظم جوانب الحياة، وهذه المعرفة التي يملكها الجمهور العربي هو سبب غياب قناة الدنيا عن خارطة القنوات المتابعة رغم جهودها الحثيثة لجذب الجمهور من خلال أرقام تليفونية وعناوين الكترونية لتسجيل الآراء والمداخلات واللعب على نغمة العروبة والدم العربي وغيرها ولو كان لديها احترافية مهنية إعلامية لحققت ما تطمح إليه من شهرة بصدق مادتها ورقي واحترام الموجهين لها. إن المشاهد العربي أصبح يبحث عن الحقيقة الموضوعية الهادئة وهو بلا شك في غنى عن الكلمات المتدنية التي تبثها القناة.

الرياض السعودية
(124)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي