أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

خالد.. طفل لاجىء في لبنان يبرع في الحساب الذهني

الطفل "خالد عمار"

لم يكن الطفل "خالد عمار" قد تجاوز السنوات الأربع من عمره عندما نزح مع أهله من مدينة "القصير" عشية سيطرة قوات النظام عليها في حزيران يونيو/2013. وبعد أن بلغ الخامسة من عمره بدأت علامات الموهبة تظهر عليه في رياضة الحساب الذهني التي أثبت فرادة وتميزاً فيها بعد أشهر قليلة من التدرب عليها، وبات قادراً على حساب جداء أرقام طويلة بثوانٍ.

وروى والده أستاذ الحساب الذهني "عمار عمار" لـ"زمان الوصل" إنه كان بصدد البحث عن مدارس لأشقاء خالد لأكبر منه "عبد الله" و"عبد الرحمن" ولكنه لم يتمكن من ذلك، فأحس بأن مستقبل أولاده ضاع وحينها -كما يقول– بدأ بتعليم أطفاله الثلاثة بعض العمليات الحسابية وتحفيظهم جدول الضرب، فلاحظ لدى خالد استيعاباً وتجاوباً أكثر من أخويه، واستغل الفرص آنذاك وبدأ باستثمار موهبته من خلال عقد مسابقة مع شقيقيه.

والمفاجأة كانت -كما يؤكد- أن خالداً أتقن جدول الضرب حتى 13 بشكل جيد جيداً وبطريقة التحفيظ العادي دون اللجوء لآلات حاسبة أو عداد من أي نوع.

وكشف الأب أن طفله كان شغوفاً بلعبة المكعبات ويمضي فترات طويلة وهو يلعب بصمت بتركيب المكعبات وصناعة أشكال منها، وتأكد حينها من وجود بذور موهبة لديه وحاول أن ينميها وكان بحثه من خلال النت واستشارة الأصدقاء إلى أن وجد فيديوهات لأطفال يحسبون من خلال برنامج الحساب الذهني الذي استطاع أن يجمع معلومات جيدة عنه ويتدرب عليه بداية.

ولفت "عمار" الذي يحمل شهادة معهد متوسط كيمياء ويدرّس حالياً مادة الحساب الذهني إلى أنه واجه بداية صعوبة في تطبيق البرنامج لعدم وجود تجهيزات لم يستطع تأمينها لكلفتها العالية بالنسبة لوضعه المعيشي، ولكنه لجأ لتصنيع نماذج شبيهة يدوياً، فبدأ مثلاً باستخدام الحجر بدل المعداد المعروف، ثم صناعة عداد بسيط من حبات المسبحة، وبدأ مع أطفاله بتدريبهم على البرنامج من خلالها وكل ذلك -كما يقول- قبل أن يدخل خالد المدرسة الذي تمكن من التفوق على أخويه، ولم يعتد استخدام الآلة الحاسبة في عملياته الحسابية بل يعطيها لذويه ليتأكدوا من خلالها من صحة حساباته.

وأكد محدثنا أن طفله وصل إلى مراحل متقدمة في إتقان برنامج الحساب الذهني بالنسبة لعمره، وإن كان ليس بمستوى المراكز الاحترافية وعلى غرار ما نراه في مسابقات الأولمبياد العالمية، وانتقل "عمار" الذي يعيش في شمال لبنان بعد ذلك -كما يقول- إلى مرحلة متقدمة وهي تطوير المهارات وإضافة الرياضيات المسلية إلى برنامج الحساب الذهني، مضيفاً أن طفله أصبح بعد تطور مهاراته محفزاً لزملائه في الحي لتعلم هذا البرنامج، وخصوصاً بعد انتقاله إلى مدينة "طرابلس" وعمل والده مع مدرسة طيور الأمل (كويت الامل الثالثة) التابعة للمركز الدولي للتعليم النوعي.

وكان لـ"خالد" -كما يؤكد والده– دور في تحفيز باقي زملائه أيضاً حتى أنه دخل إلى درس تحفيزي لطلاب الشهادة الثانوية وشجعهم بقوة، كما شارك في الملتقى التعليم الأول للمركز الدولي للتعليم النوعي وحظي بإعجاب الجميع واهتمامهم.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(116)    هل أعجبتك المقالة (125)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي