أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"م".. نجا من حادث مميت فساقه النظام إلى مشفى تشرين ثم إلى الموت

أرشيف

علمت "زمان الوصل" أن سلطات النظام اقتادت رجلا يتحدر من إحدى بلدات ريف دمشق ويدعى "م.ك" من إحدى مشافي دمشق الخاصة إلى مستشفى تشرين العسكري، ليجده ذووه جثة هامدة في "الثلاجة" بعد نقله إلى المشفى العسكري بفترة.

المثير في قصة الرجل "م.ك" أنه تعرض لحادث سير مروع نقل على إثره إلى إحدى المشافي الخاصة، أملا من ذويه بشفائه من الإصابات البليغة التي لحقت به، وتجنبا للمشافي الحكومية التي تدهورت إلى الحضيض، وتحولت إلى بوابة عبور واسعة وسريعة نحو الموت.

وقد كان الرجل مطلوبا لخدمة الاحتياط في جيش النظام، ولكنه كان "يتدبر" أموره في الإفلات من هذا الأمر، حتى جاء حادث السير الذي استدعى تدخل الشرطة لتسجيل ضبط بـ"الواقعة" كما هي العادة، وهنا عثر شرطة النظام على "ضالتهم"، واكتشفوا أن الرجل الملقى أمامهم بين الحياة والموت ما هو إلا "متخلف" ينبغي سوقه إلى "الواجب الوطني" مهما كلف الأمر.

وبما إن حالة "م.ك" كانت شديدة الحرج وألزمته العناية المشددة، فقد انتظرت سلطات النظام حتى اللحظة التي بدا فيها أنه "صحا"، ونقلته على وجه السرعة من المشفى الخاص نحو مشفى تشرين العسكري، ليخضع هناك إلى ما يشبه السجن، دون ان يسمح لذويه بزيارته.

وخلال الأيام التي قضاها "م.ك" في مشفى تشرين، كنا ذووه يترددون باستمرار للاطمئنان عليه ومحاولة الوصول إليه لزيارته، ولكن محاولاتهم كانت تبوء بالفشل، حتى أتى أحد الأيام ليفاجئوا بأن المشفى العسكري يطالبهم بتسلم جثة ابنهم من الثلاجة!

وكان لخبر وفاة "م.ك" وقع لا يمكن تصور مرارته على عائلته، التي كانت تمني نفسها بشفائه ودفعت لأجل ذلك ملايين الليرات فاتورة للمشفى الخاص، من أجل وضعه تحت أقصى درجات العناية، وعندما لاح بريق أمل بخروجه سالما من الحادث المميت، قال النظام كلمته وساقه نحو الموت بحجة "السوق إلى الخدمة".

زمان الوصل
(104)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي