برعاية روسية.. بلدات القلمون تخضع للتهجير القسري ومذيعة تمثل النظام

الشرطة الروسية تدخل "الرحيبة"

وافقت فصائل "المقاومة" العاملة في منطقة القلمون بريف دمشق، على مغادرة المنطقة باتجاه الشمال السوري، وذلك بعد جلسة مفاوضات حاسمة جرت مع الجانب "الروسي"، استمرت حتى ساعة متأخرة من يوم أمس الخميس.

وقال "سعيد سيف" الناطق الإعلامي باسم "القيادة الموحدّة في منطقة القلمون"، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن الاجتماع جرى في مدينة "الرحيبة"، وضمّ ضباطاً "روس"، إلى جانب وفد النظام ممثلاً بالمذيعة "كنانة حويجة"، بالإضافة إلى ممثلين عن كافة فصائل "المقاومة" العاملة في المنطقة، بمن فيهم "جيش تحرير الشام"، وآخرين مدنيين عن مدن وبلدات المنطقة.
أضاف: "تمّ الاتفاق على صيغة نهائية للتسوية في منطقة القلمون الشرقي، وتشمل كلاً من (الجبل، البترا)، بالإضافة إلى مدن (الرحيبة، جيرود، الناصرية، العطنة)، ومن المفترض أن يجري تطبيق المرحلة الأولى من بنود الاتفاق خلال 48 ساعة القادمة".

حسب "سيف" فقد نص الاتفاق المبرم بين الطرفين على ما يلي: البدء بتسليم السلاح الثقيل اعتباراً من اليوم الجمعة، المباشرة بتسجيل أسماء الراغبين بمغادرة المنطقة، وتنظيم عملية خروجهم تحت إشراف "روسي"، تفتيش قوافل المهجرّين لمرّة واحدة من قبل الشرطة "الروسية"، وضمان وجود شرطي "روسي" في كل حافلة من الحافلات المغادرة.

إضافةً إلى ذلك، يحق للمهجرّين الخروج بسلاحهم الفردي والجعبة، وستتولى الشرطة "الروسية"، عملية نقل وحماية القوافل حتى وصولها إلى الجهة المتوافق عليها، نشر "شرطة روسية" على مداخل المدينة، والتعهد بعدم دخول قوات النظام إليها، الحفاظ على أملاك المدنيين المهجرين وحقهم بعدم مسّها أو مصادرتها، إنشاء مركز داخل مدينة "الرحيبة" مخصص لمن يرغب بتسوية وضعه الأمني عند النظام.

ونوّه "سيف" إلى أنه سيتم تشكيل لجنة مدنية مشتركة ثلاثية مهمتها تسيير أمور المدينة، وحل قضايا المعتقلين والموقوفين، وإمهال المتخلفين عن أداء الخدمة العسكرية ستة أشهر قابلة للتمديد لسنة، وتحويل المنشقين عن قوات النظام إلى القضاء العسكري على أن يصدر عفوٌ خاص بهم.

تمكنت قوات النظام خلال اليومين الماضيين من إحراز تقدمٍ واسع في الجانب الشرقي لمدينة "الرحيبة"، حيث سيطرت على منطقتي الخرنوبة، والمسيلحة، والكتيبة النارية، وحقل الرمي، وبالتالي باتت المدينة معزولة تماماً عن محيطها، ولا سيما الجبل الشرقي، والبترا، التي تتمركز فيها فصائل "المقاومة"، الأمر الذي دفع بالأخيرة إلى القبول بالجلوس إلى طاولة المفاوضات والقبول بخيار التهجير، حرصاً على حياة المدنيين.

تحظى منطقة القلمون الشرقي بأهميةٍ بالغة لدى النظام السوري وحلفائه، بسبب وقوعها على الطريق الدولي "دمشق- بغداد"، والطريق الدولي "دمشق- حمص"، كما أنها تعتبر البوابة الرئيسية باتجاه مناطق "ريف حمص" والبادية السورية.

تنتشر في منطقة القلمون الشرقي فصائل من "المقاومة" تتبع لكلٍ من (قوات الشهيد أحمد العبدو، جيش الإسلام، حركة أحرار الشام)، خاضت جميعها معارك عنيفة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي حاول على مدار السنوات الماضية السيطرة على مناطقها في جبال القلمون الشرقي.

زمان الوصل
(107)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي