أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

روسيا تغيب إيران عن معادلة جنوب العاصمة

ارشيف

وسط أنباء عن مهلة أخيرة مدتها 48 ساعة أعطتها قوات النظام لتنظيم "الدولة الإسلامية" في جنوب العاصمة للخروج من دمشق أو مواجهة عملية عسكرية بدعم جوي روسي تنهي وجود التنظيم في المنطقة، يستمر النظام بحشد قواته في محيط مناطق سيطرة التنظيم تحسبا لفشل المفاوضات ورفض التنظيم الخروج من المنطقة التي يسيطر عليها (الحجر الأسود مخيم اليرموك وحي العسالي والمادنية في حي القدم وأجزاء من حي التضامن).

تعزيزات ضخمة نقلها النظام باتجاه الريف الجنوبي للعاصمة دمشق تشمل قوات نظامية ومليشيات موالية للنظام، حيث تمركزت قوات من مليشيا "الدفاع الوطني" و"الحرس الجمهوري" بعد أن أنهت مهمتها في الغوطة الشرقية في حي التضامن، بينما كلفت المليشيات الفلسطينية الموالية للنظام (لواء القدس والقيادة العامة) بمحور مخيم "اليرموك"، فيما أسندت محاور "حجيرة" و"سبينه" المطلة على حي "الحجر الأسود" معقل تنظيم "الدولة" إلى مجموعات "الغيث" التابعة للفرقة الرابعة ووصلت مجموعات تابعة للعميد "سهيل الحسن" الملقب بالنمر إلى أطراف حي "القدم".

ونشر موالون للنظام تسجيلات مصورة تبين أرتالا ضخمة تتضمن مدرعات ودبابات وراجمات صواريخ تتجه إلى جنوب العاصمة، فيما بين احد مقاطع الفيديو تمركز الدبابات قرب دوار "البطيخة" المدخل الرئيسي إلى مخيم "اليرموك". 

وفي القسم الشرقي من جنوب العاصمة حيث تسيطر فصائل المقاومة على البلدات الثلاث (يلدا ببيلا بيت سحم) تسعى روسيا من خلال المفاوضات مع اللجنة العسكرية الممثلة للمنطقة تحقيق تسوية تؤمن بقاء اكبر عدد ممكن من الشبان والأهالي وتسوية أوضاعهم بضمانات روسية وعودة مؤسسات الدولة وإنهاء التواجد المسلح غير الشرعي وفق الرؤية الروسية وإخراج الرافضين للتسوية إلى الشمال السوري بعد إنهاء ملف تنظيم "الدولة" في جنوب العاصمة.

اللافت في هذه الحشود العسكرية ضد تنظيم "الدولة" والمفاوضات بين فصائل المقاومة والجنرالات الروس في جنوب العاصمة غياب الميليشيات الشيعية الموالية لإيران رغم وجودها بقوة في المنطقة القريبة من مقام "السيدة زينب" والتي تدور في فلك الإطماع الإيرانية لتحقيق الحلم الإيراني ببناء ضاحية دمشق الجنوبية، لتكون مستوطنة موالية لإيران على غرار ضاحية بيروت الجنوبية تضمن لطهران هيمنة على القرار السياسي في العاصمة في حال حدوث أي تغيير في هرم السلطة في دمشق مستقبلا.

مصدر من المقاومة أكد لــ"زمان الوصل" أن غياب الدور الإيراني عن مجرى الأحداث في جنوب العاصمة دمشق هو نتيجة للرغبة الروسية في تقليم أظافر إيران في المنطقة ومنعها من تحقيق أطماعها، وهو مايفسر دخول روسيا بقوة على محور التهديد بعمل عسكري ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" وحصر المعركة بقوات من جيش النظام وميليشيات سورية وفلسطينية موالية له.

كذلك دخولها على خط المفاوضات مع فصائل المقاومة السورية في البلدات الثلاث ومحاولة تطمين الراغبين بالبقاء فيها إن روسيا ستضع حد لأي تمدد شيعي إلى المنطقة يهدف للسيطرة على مواقع إستراتيجية لكن من المستبعد أن تكون الرغبة الروسية حاليا في إنهاء الدور الإيراني في سوريا، فروسيا لازالت بحاجة للعنصر البشري الذي تؤمنه إيران لتغطية المعارك القادمة في درعا وادلب بعد تهالك جيش النظام وعدم قدرته على تقديم التغطية البشرية اللازمة من المقاتلين... 

ويبقى من المستبعد بحسب المصدر ، أن تتنازل إيران عن أطماعها في جنوب العاصمة. ورجح أن يكون خيار إيران في هذه المرحلة دعم تنظيم "الدولة" في المعركة المرتقبة مع قوات النظام وروسيا في حال رفض التنظيم الخروج من المنطقة لخلط الأوراق من جديد وفرض واقع يؤمن لإيران الحصول على مكاسب في المنطقة.
شارك ‏محمود‏ ‏+‏15

زمان الوصل
(105)    هل أعجبتك المقالة (106)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي