أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"زمان الوصل" تحصل على وثيقة اتفاق تهجير أهالي "الضمير"

تحظى مدينة "الضمير" بأهمية بالغة لدى النظام

حصلت "زمان الوصل" على نسخة "مذكرة تفاهم" بين فصائل المقاومة السورية في مدينة "الضمير" بالقلمون الشرقي وممثلين عن الاحتلال الروسي، والتي تقضي بتهجير عناصر المقاومة الراغبين مع مدنيين آخرين يفضلون التهجير على الرجوع إلى حضن الأسد.

وتصدر البنود الثمانية عشر التي تضمنتها الوثيقة تسليم عناصر المقاومة السلاح الثقيل والمتوسط يومي الثلاثاء والأربعاء (اليوم وغدا)، على أن يتم تسليم لوائح الراغبين بالخروج إلى "جرابلس" في الشمال السوري والذي تم تحديد مواعيده بدءا من الخميس القادم 19 الجاري وحتى 23 منه.

وأوضحت الوثيقة أن إخراج الراغبين سيتم تحت إشراف الشرطة العسكرية الروسية والهلال الأحمر ومخابرات الأسد، مشيرة إلى أنه يحق لكل عنصر حمل سلاحه الفردي مع ثلاثة مخازن ممتلئة.

وكشفت الوثيقة أن مهمة تفتيش العناصر الخارجين سيضطلع بها عناصر المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد بإشراف القيادة الروسية، لافتة إلى أنه تمت الموافقة على اصطحاب 6 سيارات خاصة وواحدة للحمولة.

وذكرت أن الشرطة العسكرية الروسية وقوات الأسد وممثلي حكومة النظام سيدخلون "الضمير" ويرفعون علم النظام بعد انتهاء عملية التهجير القسري، وعندها سيتم التعامل مع الراضين بالبقاء في البلدة التي تعتبر أولى بلدات القلمون الشرقي التي تعقد اتفاقا مع الأسد والروس، حيث سيسلمون أسلحتهم وتتم صياغة لوائح اسمية لتسوية أوضاعهم، على أن يحق لعائلات المهجرين تسوية أوضاعهم أيضا.

وحسب الوثيقة فإن النظام سيسمح للعسكريين المنشقين (ضباطا وصف ضباط وأفرادا)، للالتحاق بعملهم أو التسريح خلال 15 يوما، أما الموظفون الذين فصلوا من عملهم فإن عودتهم مشروطة بتقديم طلب "يدرس حسب الأصول".

وأشارت الوثيقة إلى إمكانية تشكيل فصيل محلي لحماية المدنيين بالتنسيق مع "الدولة الروسية، والدولة السورية" للدفاع عن أمن المدينة يحدد قوامه لاحقا.

وختم المتفقون الوثيقة بما يخص المعتقلين الذين سيبدأ النظام إخراجهم بعد انتهاء عملية التهجير بالتنسيق مع اللجنة المدنية المشكلة من أهالي "الضمير".

وتوصلت لجنة المفاوضات في مدينة "الضمير"، أمس الأول، إلى اتفاق نهائي مع نظام الأسد، يقضي بتسليم المدينة إلى النظام دون قتال، مع ضمان خروجٍ آمن لمقاتلي "المقاومة" وبسلاحهم الفردي.

وقال "سعيد سيف" الناطق الإعلامي باسم "قوات الشهيد أحمد العبدو"، إن الاتفاق جاء بعد مفاوضات مكثفة بين لجنة التفاوض عن مدينة "الضمير" وبين وفد النظام، جرت جلساتها على مدار الأيام الماضية، برعاية "روسية"، في كلٍ من مطار "الضمير" العسكري، والمحطة الحرارية الواقعة إلى الغرب من مدينة "جيرود"، بانتظار تحديد الوجهة النهائية في اجتماع يحضر له يوم الثلاثاء القادم.

وأوضح "سيف" في حديثه لـ"زمان الوصل" أن النظام عمل خلال الفترة الماضية على التفرد بمدينة "الضمير"، عبر التلويح باللجوء إلى الخيار العسكري لإنهاء ملف المدينة، وإجبار أهلها على القبول بـ"المصالحة"، كما حاول النظام عزل المدينة عن محيطها، حيث رفض إدراجها ضمن لجنة المفاوضات التي تشمل بقية مدن المنطقة، الأمر الذي دفع فصائل "المقاومة" العاملة فيها إلى الموافقة على مغادرة المدينة، وذلك حرصاً على سلامة الأهالي وتجنيبهم القصف وويلات الحرب.

يأتي هذا الاتفاق بالتزامن مع مفاوضات مماثلة تجري حالياً لإنهاء ملف بقية مدن وبلدات القلمون الشرقي، وهي (الرحيبة، جيرود، الناصرية)، وبذلك تكون مدينة "الضمير"، أولى مدن القلمون الشرقي التي يتم فيها تطبيق التهجير القسري بحق أبنائها.

تخضع مدينة "الضمير" إلى سيطرة فصائل تابعة للمقاومة وهي "جيش الإسلام" و"قوات أحمد العبدو"، ويعيش فيها نحو 100 ألف شخص، نصفهم من النازحين، يعانون بغالبيتهم أوضاعاً معيشية قاسية، بسبب الحصار وكثرة الاعتقالات من الحواجز المحيطة بمداخلها الرئيسية.

تحظى مدينة "الضمير" بأهمية بالغة لدى النظام، بسبب موقعها الجغرافي المحاذي لمطاري "الضمير" و"السين" الحربيين، وإطلالها على الطريق الدولي "دمشق -بغداد"، الذي تستخدمه قوات النظام والميليشيات الموالية لها في تنقلاتها البرية بين ريف دمشق، وريف حمص والبادية السورية.



زمان الوصل
(125)    هل أعجبتك المقالة (135)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي