أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الاستخبارات الإسرائيلية.. إذا كانت ضربة "ترامب" للاستعراض فقد نجحت وإن كانت للجم الأسد فلا

تقدر "تل أبيب" أن بشار تمكن من الاحتفاظ بنسبة تتراوح بين 5 و 10% من مخزوناته الكيماوية

قللت استخبارات الدولة العبرية من فاعلية وآثار "الضربة الثلاثية المشتركة" التي تم شنها قبل أيام على عدة مواقع لنظام بشار الأسد، موضحة أن هذه الضربة لم تحقق أهدافها، خلافا لما حاولت واشنطن وحلفاءها الإيحاء به من أن الضربة كانت مؤثرة ورادعة للنظام.

ووفق لتقرير نشرته أكبر الصحف العبرية "يديعوت أحرونوت" اليوم الثلاثاء، وتولت "زمان الوصل" ترجمته، فقد قال مسؤولون إسرائيليون إن مخزون الأسد من الأسلحة الكيماوية لم يتعرض لضربة قاضية خلال الضربة المشتركة، وإن الضربة لم تشكل ردعا كافيا لمنع بشار من معاودة استخدام هذا السلاح الفتاك.

وصرح مصدر مسؤول في المؤسسة العسكرية، لم تسمه الصحيفة، بأن الأضرار التي ألحقتها الضربة بقدرات الأسد الكيماوية كانت "جزئية"، معقبا: إذا كان الرئيس الأمريكي ترامب أمر بشن الهجوم من أجل أن يري العالم أنه رد على استخدام الكيماوي من قبل الأسد، فإني أعتقد أنه حقق هذا الهدف (أي الاستعراض أمام العالم).

وتابع: "لكن إذا كان هناك هدف آخر، مثل شل القدرة على إطلاق أسلحة كيميائية أو ردع الأسد عن استخدامها مرة أخرى، فإن من المشكوك به أن تكون أي من هذه الأهداف قد تحققت".

وعلق مسؤول استخبارات آخر مشيرا إلى أن التصريح الذي أطلقه "ترامب" في نهاية الضربة من أن "المهمة قد أنجزت"، هو تصريح "لا أساس له"، لأن قدرة الأسد على استخدام الأسلحة الكيماوية لم تتعرض لضربة قاضية.

وتقدر "تل أبيب" أن بشار تمكن من الاحتفاظ بنسبة تتراوح بين 5 و 10% من مخزوناته الكيماوية، حتى بعد توقيع صفقة نزع هذا السلاح منه في خريف 2013، وقد قام النظام بمحاولات لإخفاء ما احتفظ به.

وذهبت "يديعوت أحرونوت" إلى أن التلويح المتكرر بالضربة من قبل "ترامب"، أتاح لنظام بشار اتخاذ إجراءات احترازية، وهكذا فإن الضربة لم تؤد فعلا سوى إلى تدمير بعض المنشآت المعروفة والمكشوفة، أما الأماكن الأخرى التي يفترض أن النظام أخفى فيها كيماويه فقد بقيت بعيدة عن الاستهداف.

ويعزز من الفرضية الأخيرة، حسب الصحيفة العبرية، الافتقار إلى أي تقارير تكشف بالفعل مدى فعالية الضربة وحجم الأضرار التي ألحقتها بمواقع النظام الكيماوية، فضلا عن أن القوات الجوية التابعة للنظام بالكاد تأثرت بالضربة المشتركة، ما يعني أن الأسد ما يزال استخدام طائراته الحربية لإلقاء الكيماوي حيث يريد.

ويعتقد مسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية أن الضربة لن تردع الأسد عن استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى، لاسيما أنها ترافقت مع إعلان "ترامب" نيته سحب قواته من سوريا قريبا وسريعا، فضلا عن تصريحات متكررة من واشنطن مفادها أنه لا خطط لشن ضربات إضافية ضد النظام.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي تعليقا انتقاديا يقول: إذا كنت تريد أن تطلق النار، فأطلقها ولا تتكلم.. في الحالة الأمريكية، كثيرا ما يتكلمون، بشكل يبدو جليا أنهم لن ينفذوا ما يتحدثون عنه.

وختمت "يديعوت أحرونوت" محاولة إظهار "تل أبيب" بمظهر العطوف على الشعب السوري، حيث قالت إن واشنطن كثيرا ما تعمدت إظهار عجزها ومحدوية خياراتها للعمل ضد النظام، بينما كان المسؤولون الإسرائيليون يحثون نظراءهم الأمريكيين على فعل المزيد من أجل الشعب السوري، لكن كل ذلك كان يقابل بتجاهل وتأكيدات عجيبة غريبة من أن الأمر غير ممكن عمليا.

زمان الوصل - ترجمة
(89)    هل أعجبتك المقالة (88)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي