وصفت دراسة أجراها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الضربة الغربية ضد نظام الأسد بأنها "استعراضية ورمزية"، مرجحة ألا تؤثر في التطورات العسكرية والسياسية للصراع في سوريا، وأنها قد تؤدي إلى ارتكاب المزيد من الانتهاكات من جانب النظام وحلفائه، في ضوء فهمهم أن الغرب لا يمانع استخدام هذا النظام كل أدوات القتل باستثناء السلاح الكيماوي.
غير أن الدراسة التي اطلعت "زمان الوصل" عليها لم تستبعد حصول انخراط أميركي أكبر في المسألة السورية خلال الفترة المقبلة، سياسيا أو عسكريا.
واعتبرت أن هناك مؤشرات لهذا الانخراط في النقاشات التي دارت داخل الإدارة الأميركية حول إمكانية استهداف قواعد روسية وإيرانية في سوريا، خاصة مع انضمام مستشار الأمن القومي الجديد "جون بولتون"، ووزير الخارجية الجديد "مايكل بومبيو"، وهما من دعاة التصعيد مع إيران وروسيا. هذا إضافة إلى تزايد الطموح الإسرائيلي إلى أداء دور في الصراع الدائر داخل سوريا، عبر المواجهة المباشرة مع الوجود الإيراني وتفرعاته؛ ما يزيد من تعقيد الصورة الإقليمية وانعكاسها على الساحة السورية.
ووجهت كل من الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وبريطانيا ضربة فجر 14 نيسان/ أبريل 2018، استهدفت مواقع لقوات النظام السوري، في مناطق متفرقة حول العاصمة دمشق وريف مدينة حمص الجنوبي الغربي، شملت إطلاق أكثر من مئة صاروخ.
وجاءت هذه الضربة ردًا على ما اعتبرته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خرقًا جديدًا من جانب قوات النظام للخط الأحمر المتمثل باستخدام أسلحة كيماوية في حربها على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
ورأت الدراسة أن الضربة المخططة زمانا ومكانا جاءت بعد تهديد ووعيد من الرئيس الأمريكي منح النظام وحلفاءه لتخاذ التدابير اللازمة للتقليل من آثار تلك الضربة بعد إخلاء مقراتهم ونقل طائرات ومعدات عسكرية إلى قواعد عسكرية روسية لن تستهدفها الضربات.
وجاء في الدراسة إن الضربة العسكرية التي استهدفت مواقع لقوات النظام كانت استمرارًا لعوامل لا ترتبط مباشرة بأي مؤشرات تدل على تغير إستراتيجي في توجهات الإدارة الأميركية السياسية والعسكرية في سورية، وهي:
-عامل شخصي يتعلق برغبة الرئيس ترامب في رسم صورة حازمة عن إدارته للداخل الأميركي والخارج، يبرهن معها على ضعف رؤية إدارة أوباما السابقة التي تعاملت مع الملفات الخارجية بطريقة انكفائية من جهة، وفرصة يريد من خلالها ترامب أيضًا تبديد الشكوك حول وجود علاقة لإدارته بروسيا من جهة أخرى.
-عامل سياسي يتصل برغبة المؤسسة العسكرية الأميركية في إحراج روسيا، ومعاقبتها، وإظهار ضعفها وعجزها عن الرد، مع تجنب المخاطرة بدخول أي مواجهة معها، مع استمرار التركيز على الحرب على تنظيم "الدولة" وعدم الانجرار إلى الصراع السوري.
-عدم رضا أميركي عن المسار الثلاثي الروسي – التركي - الإيراني لحل الأزمة السورية.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية