"يقتل القتيل ويمشى بجنازته" مثل شهير يعبر عن حال الحاج "أ.ي" وغيره من أهالي الحسكة ممن تعرضوا لعمليات خطف وسلب خلال الأسابيع الماضية على يد مسلحين يرتدون الزي العسكري للميليشيات المسيطرة على المحافظة.
يعتبر الحاج "أبو ياسين"، من منطقة "تل تمر"، نفسه محظوظا لأنه مازال على قيد الحياة، بينما يسمع يومياً أنباء العثور على جثث أشخاص في أحياء مدينة الحسكة أو في محيط جبل "كوكب"، وآخر هؤلاء عضو سابق في مجلس الشعب والبعثي البارز "سهيل عروسي" الذي وجد مقتولاً أمام منزله بحي "الصناعة" وسط مدينة الحسكة.
كان الحاج "أ.ي" متجهاً نحو قرية "خربة الدبكة" عندما أوقفته مجموعة مسلحين قرب مدينة "تل تمر" ثم نقلوه إلى منطقة قريبة من "جبل كوكب" بالريف الشرقي، حيث سلبوه ما يملك من مال (25 ألف ليرة) إلى جانب أوراق السيارة ولوحتها المرورية (نمرة) قبل أن يشبعوه ضرباً ويتركوه في العراء بعد إفراغ مازوت سيارته.
يقول أهالي المنطقة إن هذا الرجل محظوظ لأنه بقي على قيد الحياة، فغالباً ما يجدون كل صباح جث لأشخاص تعرضوا لعمليات سلب قبل أن يقتلوا.
بعد عودة الرجل بمساعدة أهالي قرى منطقة "جبل كوكب" إلى منزله بـ"تل تمر" حصلت المفارقة، حين زارته دورية من ميليشيا "آساييش" الكردية للتحقيق بحادثة الاختطاف والسلب بين أفرادها أحد عناصر العصابة التي خطفته وسلبته، دون أن يستطيع البوح بما يعرف.
الكثير من حوادث السلب والسرقة المشفوعة بجرائم قتل واعتداء أحيانا ينفذها أشخاص يرتدون لباس "وحدات حماية الشعب" الذراع العسكرية لحزب "الاتحاد الديمقراطي" لكن الجرائم تسجل ضد مجهولين، إمّا بسبب مقتل ضحايا هذه الحوادث أو خوفهم من القتل على يد عناصر هذه العصابات التي ينتمي بعض أعضائها لميليشيات مسلحة تسيطر على المنطقة.
ورغم ما يتردد في الشارع الحسكاوي من حديث حول اعتقال عصابة الخطف المؤلفة من 15 شخصا مطلع نيسان ابريل الجاري، فإن حادثة مقتل رئيس فرع اتحاد الكتاب في الحسكة سابقا "سهيل عروسي" الليلة الماضية وسرقة شقته إلى جانب اتهام نشطاء الحسكة مسلحي "الاتحاد الديمقراطي" بحادثة خطف الشاب "احمد النايف" من حي "غويران"، يدحضان هذه الشائعة ويؤكدان استمرار مسلسل الجرائم في المحافظة الخاضعة لسيطرة مشتركة بين النظام وPYD.
وسبق أن اقتحمت مجموعة مسلحة منزل طبيب بحي "الصالحية" شرق المدينة وسرقت 8 ملايين ليرة سورية وكميات من الذهب بعد إطلاق النار على أفراد العائلة وإصابة بعض أفرادها بجروح.
وكانت ميليشيا "آساييش" أعلنت يوم 10 نيسان/أبريل إنها اعتقلت مجموعة من 3 أشخاص ينتحلون الصفة الأمنية والعسكرية يمارسون السرقة والتشليح في مدينة "القامشلي".
وحصل "سهيل عروسي" على دكتوراه بالدراسات الإسلامية، وتقلّد عدة مناصب إدارية وسياسية في حكومات النظام منها رئيساً لـ"مجلس مدينة الحسكة"، عضو قيادة فرع حزب البعث، عضو مجلس الشعب رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بالحسكة، وعضو هيئة تحرير مجلة "الفكر السياسي".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية