لقي صحافي روسي معروف بتحقيقاته الجريئة مصرعه في المستشفى، متأثرا بالوضع الخطير الذي نجم عن "سقوطه" من شرفة شقته في الطابق الخامس، في حادث غامض الملابسات، يبدو أنه سيطوى كما طويت كثير من الملفات في روسيا المحكومة بأمر القيصر "بوتين".
فقد قضى "ماكسيم بورودين" في المشفى بعد 3 أيام من إصابته البليغة، وقبل أن يسترد حتى وعيه ليخبر المحققين أو من حوله بسر "سقوطه" من شقته، كما أكدت ذلك تقارير نشرتها وسائل إعلام روسية وغربية، واطلعت "زمان الوصل" على بعضها.
"بورودين" البالغ 32 عاما، والذي كان يعمل لصالح صحيفة "نوفي دين" (اليوم الجديد) رحل تاركا وراءه كثيرا من الأسرار، التي تتعلق بحياته كما تتعلق بمماته، ففي حياته كتب هذا الصحافي الشاب سلسلة تقارير شائكة، بل وخطيرة للغاية لأنها تمس المافيا الحاكمة، كان أبرزها الكشف عن المقتلة الكبيرة التي لحقت بالمرتزقة الروس في شهر شباط من هذا العام، حين تعرضوا لغارات أمريكية استهدفتهم في ريف دير الزور.
وانبرى متحدث باسم شرطة مقاطعة "سفيردلوفسك" لنفي أي تدخل "جرمي" في قضية موت الصحافي، منوها بأن باب شقة "بورودين" كان مغلقا من الداخل ولم يكن هناك أي مؤشر على الدخول القسري (الكسر أو الخلع).
بينما قالت "بولينا روميانتسيفا"، رئيسة تحرير الصحيفة التي كان يعمل "بورودين" لصالحها، إنها لا تعتقد أن بورودين انتحر.
وكتب صديق للصحافي القتيل على موقع للتواصل موضحا أن "بورودين" اتصل به في الساعة 5 صباحا من يوم 11 نيسان/ إبريل ، وقال إن بنايته محاطة بـ"قوات الأمن" يرتدون اللباس المموه وأقنعة الوجه.
وأكد الصديق أن "بورودين" كان قلقا، ولكنه كان واعيا لما يقول وليس هستيريا أو مخمورا، حيث أخبره أن شقته على وشك الاقتحام من رجال الأمن، طالبا منه –أي من صديقه- العثور على محام.
وحسب شهادة الصديق فقد عاد "بورودين" بعد نحو ساعة ليتصل ويخبره أنه كان مخطئا وأن ضباط الأمن كانوا يجرون تدريبا تحت شقته!، معقبا: "لم أتصل به (بصديقي بورودين) بعد ذلك"، ليتم العثور لاحقا على الصحافي ملقى في الشارع مع رواية تقول إنه سقط من شقته في الطابق الخامس.
وقد لاحق "بورودين" بانتظام قضايا الجريمة والفساد، التي تتكاثر بشكل رهيب في روسيا "بوتين"، وكتب قبل أسابيع عن مقتل أعداد كبيرة من المرتزقة الروس في سوريا.
وسبق لـ"زمان الوصل" أن نشرت تقريرا مفصلا عن "أم المقاتل" التي تعرض لها مرتزقة روس يوم 7 شباط/فبراير 2018، وملابسات تجنيدهم وكيف لقي أكثر من 200 منهم مصرعه بعد "سوقهم إلى الذبح كالخنازير"، حسب وصف زوجة أحد القتلى.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية