أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

القلمون الشرقي.. قطار التهجير القسري يصل إلى مدينة "الضمير"

نحو 100 ألف مدني محاصرون في مدينة "الضمير" المحاذية لمطار عسكري بنفس الاسم

توصلت لجنة المفاوضات في مدينة "الضمير" شمال شرقي العاصمة "دمشق"، أمس الأحد، إلى اتفاق نهائي مع نظام الأسد، يقضي بتسليم المدينة إلى النظام دون قتال، مع ضمان خروجٍ آمن لمقاتلي "المقاومة" وبسلاحهم الفردي إلى جهة لم تحدد بعد.

في السياق ذاته قال "سعيد سيف" الناطق الإعلامي باسم "قوات الشهيد أحمد العبدو"، إن الاتفاق جاء بعد مفاوضات مكثفة بين لجنة التفاوض عن مدينة "الضمير" وبين وفد النظام، جرت جلساتها على مدار الأيام الماضية، برعاية "روسية"، في كلٍ من مطار "الضمير" العسكري، والمحطة الحرارية الواقعة إلى الغرب من مدينة "جيرود"، بانتظار تحديد الوجهة النهائية في اجتماع يحضر له يوم الثلاثاء القادم.

أوضح "سيف" في حديثه لـ"زمان الوصل" أن النظام عمل خلال الفترة الماضية على التفرد بمدينة "الضمير"، عبر التلويح باللجوء إلى الخيار العسكري لإنهاء ملف المدينة، وإجبار أهلها على القبول بـ"المصالحة"، كما حاول النظام عزل المدينة عن محيطها، حيث رفض إدراجها ضمن لجنة المفاوضات التي تشمل بقية مدن المنطقة، الأمر الذي دفع فصائل "المقاومة" العاملة فيها إلى الموافقة على مغادرة المدينة، وذلك حرصاً على سلامة الأهالي وتجنيبهم القصف وويلات الحرب.

حول بنود الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه مع النظام، قال "مروان القاضي"، أحد أبناء مدينة "الضمير"، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إن الاتفاق بين الطرفين تضمن تشكيل لجنة لتسجيل أسماء من يرغب بالخروج من المدينة، أو من يريد تسوية وضعه الأمني، إلى جانب التفاوض على الضمانات لكل من يريد البقاء في المنطقة.

ووفق "القاضي" فإن الاتفاق ينص كذلك على دخول شرطة "روسية" إلى مدينة "الضمير"، وعدم ملاحقة المطلوبين، بالإضافة إلى منح فترة زمنية مدتها ستة أشهر للمتخلفين عن أداء الخدمة الإلزامية للالتحاق، وعودة الضباط والعناصر المنشقين إلى قطعهم خلال فترة زمنية مدتها حوالي أسبوع.
يأتي هذا الاتفاق بالتزامن مع مفاوضات مماثلة تجري حالياً لإنهاء ملف بقية مدن وبلدات القلمون الشرقي، وهي (الرحيبة، جيرود، الناصرية)، وبذلك تكون مدينة "الضمير"، أولى مدن القلمون الشرقي التي يتم فيها تطبيق التهجير القسري بحق أبنائها.

تخضع مدينة "الضمير" إلى سيطرة فصائل تابعة للمقاومة وهي "جيش الإسلام" و"قوات أحمد العبدو"، ويعيش فيها نحو 100 ألف شخص، نصفهم من النازحين، يعانون بغالبيتهم أوضاعاً معيشية قاسية، بسبب الحصار وكثرة الاعتقالات من الحواجز المحيطة بمداخلها الرئيسية.

تحظى مدينة "الضمير" بأهمية بالغة لدى النظام السوري، بسبب موقعها الجغرافي المحاذي لمطاري "الضمير" و"السين" الحربيين، وإطلالها على الطريق الدولي "دمشق-بغداد"، الذي تستخدمه قوات النظام والمليشيات الموالية لها في تنقلاتها البرية بين ريف دمشق، وريف حمص والبادية السورية.

زمان الوصل
(462)    هل أعجبتك المقالة (353)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي