ما إن يخرج علينا إعلام الأسد بخبر انتصار حتى يكذب نفسه بنفسه، يصف الاندحار نصرا والخسارة مكسبا، ويعطي صفة الرجولة للجبان، ويصف قائده الذي أصبح مهزلة العالم بأنه زعيم له.
رومانسية حالمة وعالم وردي وبطل اسطوري، يستيقظ البطل من نومه، ويقضي على الأشرار الذين جاؤوا ليعبثوا بأمن شعبه، ويدمروا منشآته التي بناها لهم، ثم يعود إلى فراشه وكأن شيئا لم يكن.
كتبت الصحفية "ندى عدنان مشرقي" على شبكة أخبار اللاذقية " استيقظ الرئيس الأسد عند الساعة الرابعة إلا ربع، ألقى النظرة الأبوية على أبنائه النائمين كأي رب أسرة سوري، شرب قهوته بهدوء وأناقة، وبتمام الساعة الرابعة كان مستعدا لقيادة رحلة الصيد الممتعة التي خاضها بواسلنا، مع تشجيع الهتافات والزغاريد من الشعب الدمشقي حتى الساعة الخامسة، وعاد الأسد المنتصر ليكمل نومه بهدوء ملائكي".
وتكمل أراد "ترامب" أن يوجه الضربة لسورية فتلقى الرد الفوري المذل بشكل مزدوج، سقطت اسطورة صواريخ التوماهوك بفضل دفاعاتنا الجوية، وتفوقت استخباراتنا التي استطاعت أن تعرف موعد الضربة ومكانها والأهداف التي ستتناولها، وقمنا بإخلائها تحسبا قبل أيام.
حبل الكذب قصير
أضافت "ندى مشرقي" جاءت الضربة مرتدة بامتياز، وصفعت ترامب ذات اليمين والشمال، وكانت خسائرنا المادية والبشرية صفر.
وكتب الصحفي "محمد علي" أيضا على شبكة أخبار اللاذقية "صواريخ ترامب الذكية والتي تباها فيها استطاع الجيش العربي السوري اسقاط معظمها، ورجال الجيش الالكتروني استطاع اختراق شيفره عدة صواريخ وتغيير مسارها".
ثم عادت ندى ومحمد وبعد أقل من ساعة ليكذبا نفسيهما، حيث نشرا على نفس الصفحة منشآت سورية تعرضت للتدمير بصواريخ التوماهوك، وليؤكدا أن إصابتها كانت دقيقة ومدمرة.
ونفيا مصداقية رحلة الصيد التي تكلما عنها لقوات الدفاع الجوي الأسدية، حيث كانت صفحتهما قد نفت وقوع اضرار مادية وبشرية، وشبهت الصواريخ الامريكية بطائر "السمّن" الذي يصطاده الصياد الماهر.
ثم تعود الصفحة لتذكر وقوع سبعة إصابات، وتعلق ساخرة لو أن قبيلة من الهنود الحمر تم استبدالها بالجيش الأمريكي لتمكنت من تحقيق خسائر بشرية أكثر.
وقعت كل الشبكات الإخبارية الممولة من قبل النظام الأسدي بنفس الحفرة.
فشبكة إعلام اللاذقية وطرطوس التي يديرها الصحفي "أيهم غانم" نفت وقوع إصابات أو أضرار نتيجة الضربة الصاروخية الأمريكية، وأكدت أن معظم الصواريخ قد تم إسقاطها أو حرفها عن مسارها نتيجة اختراق أجهزتها الإلكترونية.
ثم عادت لتكذب نفسها وتنشر صور الدمار الكبير الذي وقع في مركز البحوث العلمية.
وكذلك فعلت شبكة "جبلة الإخبارية" ونشرت صورا حصرية لمراسلها من موقع مركز البحوث، وكذبت نفسها أيضا.
بينما كتب "أيهم غانم "بشار الأسد يدخل التاريخ ويصبح أهم زعيم عربي، وتحقق ذلك بفضل غباء الأعداء وضرب ثلاث دول لسورية التي أنهكتها الحرب".
وأعاد "غانم" للأذهان مقولة عضو مجلس شعب الأسد "أنت يجب أن تقود العالم".
في حين علق صحفي يعمل في جريدة "الوحدة" اليومية الرسمية التي تصدر باللاذقية لـ"زمان الوصل" قائلا: "أشعر بالقرف والرغبة بالهروب، نكذب ليل نهار".
وأضاف الصحفي الذي رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية "القارئ يعلم أننا نكذب، ونحن نعلم بانه يعلم أننا نكذب، وهو يعلم بأننا نعلم معرفته بكذبنا، ونحن مجبرون على البقاء على هذا الحال".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية