أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السعودية.. قمة عربية على بعد 200 كم عن إيران

الملك سلمان بن عبدالعزيز

غداة الضربات الغربية على مواقع لنظام الأسد تستضيف السعودية الأحد القمة السنوية لجامعة الدول العربية التي يُفترض أن تناقش إضافة إلى الوضع السوري ملفات إيران واليمن ومستقبل القدس.

وتسلمت السعودية من الأردن الرئاسة الدورية للجامعة التي تضم 22 عضواً، ويقول خبراء إنها ستدفع باتجاه موقف قوي وموحد تجاه إيران، منافستها الرئيسية في الشرق الأوسط.

ودخلت الرياض وطهران في صراعات بالوكالة منذ سنوات عدة، من سوريا واليمن الى العراق ولبنان.

وتنعقد القمة العربية بعد ساعات من ضربات وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لنظام بشار الأسد المتحالف مع إيران وروسيا ردا على هجوم كيميائي في مدينة "دوما" أزهق أرواح عشرات المدنيين.

ونادرا ما يؤدي هذا النوع من القمم الى إجراءات عملية. وآخر مرة اتخذت فيها الجامعة العربية التي أنشئت عام 1945، قراراً قوياً كان عام 2011 عندما علّقت عضوية سوريا بسبب توجيه المسؤولية إلى الأسد عن الحرب في بلاده. ولن تكون دمشق ممثلة في القمة التي تعقد الأحد.

وسيلقي أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في افتتاح القمة كلمة من المفترض أن يتطرق فيها إلى تطورات المنطقة.

* الهجوم رد على جرائم الأسد
سيترأس الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز القمة التي تعقد في مدينة الظهران الشرقية على بعد حوالى 200 كيلومتر من الساحل الإيراني.
وقدمت السعودية "دعمها الكامل" للضربات التي تم شنها السبت، معتبرة أنها تشكل "ردا على جرائم" دمشق.

وقطر التي أكدت مشاركتها في القمة رغم خلافاتها مع الرياض، ذهبت في اتجاه الموقف السعودي متحدثة عن عمل غربي "ضد أهداف عسكرية محددة يستخدمها النظام السوري في هجماته الكيميائية".

ورأت وزارة الخارجية القطرية أن "استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية والعشوائية ضد المدنيين" يتطلب قيام المجتمع الدولي "باتخاذ إجراءات فورية لحماية الشعب السوري وتجريد النظام من الأسلحة المحرمة دولياً".

وكتب وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في تغريدة "أسرف النظام في جرائمه، ولا بد أن يحاسب ويُردع".

ورغم موقفها المتقارب حيال سوريا، فإن العلاقات مقطوعة بين السعودية وقطر منذ الخامس من حزيران/يونيو الماضي على خلفية اتهم الرياض للدوحة بدعم منظمات "إرهابية" في المنطقة، الأمر الذي تنفيه الإمارة الغنية بالغاز.

لكن هذه الأزمة التي تشكل أيضا الإمارات والبحرين ومصر، وجميعها قطعت علاقاتها مع قطر، ليسن مدرجة على جدول أعمال القمة، بحسب ما قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير لوكالة فرانس برس.

في ما يتعلق باليمن، تندد الرياض باستمرار بالاستخدام المتزايد لطائرات بلا طيار وصواريخ "إيرانية" أطلقها المتمردون الحوثيون باتجاه أراضيها.

ومن المؤكد أن الرياض التي تتدخل عسكريا في اليمن منذ العام 2015 لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ستسعى إلى تعبئة شركائها ضد ما تصفه "بالعدوان المباشر" من جانب إيران المتهمة بأنها تزود الحوثيين معدات متطورة. لكنّ طهران تنفي دعم الحوثيين عسكريا.

وتتمتع إيران بنفوذ كبير في الشرق الأوسط وتدعم مجموعات شيعية مسلحة موالية لها في عدد من دول المنطقة، على رأسها حزب الله اللبناني.

ويرى مراقبون أن السعودية ستدفع خلال أعمال القمة باتجاه اعتماد موقف أكثر حزما ضد إيران، المتهمة أيضا من قبل المملكة بدعم المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن المجاور بالسلاح، الأمر الذي تنفيه طهران.

وتقود السعودية تحالفا عسكريا في هذا البلد منذ آذار/مارس العام 2015 دعما للسلطة المعترف بها دوليا وفي مواجهة المتمردين الذين يسيطرون على العاصمة ومناطق أخرى. وقتل منذ هذا التدخل نحو عشرة آلاف شخص.

والجمعة أعلن التحالف في اليمن لليوم الثالث على التوالي اعتراض صاروخ بالستي أطلق باتجاه المملكة.

وسيكون مستقبل القدس أيضا مدرجا على جدول أعمال القمة العربية، بينما تستعد الولايات المتحدة لنقل سفارتها من تل أبيب بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقبل نحو شهر من نقل السفارة الأميركية إلى القدس في أيار/مايو المقبل، من المتوقع أن يعبّر قادة الدول العربية عن رفضهم الخطوة الأميركية.

فرانس برس
(125)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي