أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"بلير" يدعو صراحة إلى "التدخل" في سوريا وظهوره يعزز التكهنات حول ضربة لن تنتهي سوى بإسقاط بشار

توني بلير - جيتي

رغم مضي 15 عاما على غزو العراق، ما تزال صورة رئيس وزراء بريطانيا الأسبق "توني بلير" عالقة في الأذهان بوصفه أحد أكبر المهندسين لذلك الغزو، والمحرضين عليه والمشاركين فيه بفعالية.

واليوم، يعود نجم "بلير" للسطوع مع تصاعد الحديث عن ضربة محتملة لنظام بشار الأسد عقب الهجوم الكيماوي الأخير على دوما، والذي أوقع عشرات الضحايا ومئات المصابين، ووصلت الصور البشعة لضحاياه إلى أنحاء العالم.

لكن "بلير" الذي هندس الغزو العراقي، ظهر خلال الأيام القليلة الماضية على أكثر من شاشة، ليتحدث عن "تدخل في سوريا" وليس مجرد ضربة تأديبية عابرة، ما أعطى إشارات بأن الأمر الذي تحضر له عدة دول، ربما لن ينتهي قبل إسقاط بشار.

وقد تابعت "زمان الوصل" بعضا من تلك التصريحات التي أدلى بها "بلير" مؤخرا ودعا فيها بكل وضوح إلى "التدخل" في سوريا، مستعيدا سيناريو سقوط العديد من الأنظمة المستبدة بفعل الضغط الشعبي المواكب للربيع العربي منذ عام 2011، وكيف كان بشار الأسد ينتظر نفس المصير لو تم تركه للشعب السوري، ولو لم تتدخل إيران ومليشيا حزب الله، وصولا إلى تدخل روسيا، التي تكفلت بإنقاذ بشار وضمان بقائه في السلطة، على حساب قتل نصف مليون سوري، والملايين من المشردين، ما جعلنا أمام أسوأ أزمة نزوح منذ الحرب العالمية الثانية، حسب رأي "بلير".

وأقر السياسي البريطاني (64 عاما) بكل وضوح أن "التدخل في سوريا أمر صعب للغاية، كما تظهر تجربة العراق، ولكن عدم التدخل في سوريا أمر صعب للغاية أيضا، وسيخلف عواقب".

وذهب "بلير" في تصريحاته أبعد عندما قال إن حكومة بلاده لن تكون ملزمة بأخذ الإذن من البرلمان البريطاني للمشاركة في "التدخل"، خلافا لما ترويجه صيف 2013، عندما تذرعت الحكومة البريطانية وقتها بعدم موافقة البرلمان، ونفضت يدها كما نفصت واشنطن يدها من أي التزامات توجب عليهما "عقاب" بشار على تخطيه "الخطوط الحمر".

وخلص "بلير" إلى أن استخدام الكيماوي إذا مر دون رد، فإن بشار سيعود لتكرار ذلك، وسينجح في استعادة السيطرة على سوريا بهذه الطريقة (استخدام الكيماوي)، ولكن لن يكون هناك حل طويل الأمد للأزمة في سوريا، وسوريا ستبقى سببا للمشاكل في كل المنطقة والعالم.

وحاول "بلير" أن يبرر تقاعس لندن عن المبادرة لعقاب بشار منذ الهجوم الكيماوي الأكبر (الغوطة آب 2013)، زاعما أن هناك من أخبرهم أن "المشكلة قد حلت"، وأن بشار قام بتسليم سلاحه الكيماوي، ولكن منذ ذلك الوقت وقع نحو 12 هجوما كيماويا، وإذا لم يتخذ العالم موقفا فإن هذا يبعث لبشار الأسد رسالة واضحة جدا، حسب قول السياسي البريطاني الذي ما يزال حاضرا في المشهد السياسي الدولي، رغم انسحابه من مواقع صنع القرار.

زمان الوصل
(91)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي