أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد ساعات من غناء "اللطمية".. نيران "مجهولة" تشب في أعرق القصور الدمشقية

آثار الحريق الذي أصاب "مطعم قصر النرجس"

لم تمض ساعات طويلة على تداول المقطع الذي يظهر أحد المغنين وهو يردد "لطمية شيعية" على وقع الرقص والشراب في أحد ملاهي دمشق، حتى اندلع حريق في ذلك الملهى المسمى "مطعم قصر النرجس"، والواقع في منطقة القيمرية بدمشق القديمة.

المقطع الذي كانت "زمان الوصل" سباقة لنشره وعلى جزأين، أظهر مغنيا يعرف باسم "بهاء يوسف" وهو يترنم بـ"لطمية شيعية"، تقول بعض كلماتها: "الصرخة الكبرى لزينب الكبرى، يازينب لبيك"، فيما يتمايل الساهرون والساهرات حوله بكؤوسهم ونراجيلهم، تحت الأضواء التي أحالت المكان إلى ما يشبه "صالة ديسكو".

وقد تضاربت الأنباء الأولية حول ضخامة الحريق الذي أصاب "قصر النرجس" والسبب الرئيس له، ففيما أدعى البعض أن من قام بهذا العمل هم "شيعة" دفعتهم "الغيرة على آل البيت" إلى إضرام النار بالمكان، ذهب آخرون إلى أن سبب الحريق ما يزال غير واضح.

وندد كثيرون بتحول المكان إلى مكان لممارسة الفجور على الملأ، قائلين إن الحريق هو عقاب "إلهي" مستحق، فيما هون البعض من ضخامة الحريق وقالوا إنه أصاب باب الملهى فقط، مستدلين على رأيهم بالقول إن الملهى ما زال يعمل ولم يتوقف مطلقا.

وتنطح أشخاص لإعلان مسؤوليتهم عن إحراق "قصر النرجس"، نظرا لقيامه باستضافة شخص يغني "اللطميات" بشكل يسيء لمعتقدات الشيعة، فناقض البعض هذا الكلام قائلين إن "الشباب الشيعة" الذين يسكنون في محيط الملهي هم ممن ساعدوا في إطفاء الحريق، ولولاهم لالتهم الملهى كاملا.


وبين كل هذه التكهنات والقوال، برز من يقول إن قصة الاستيلاء على ممتلكات الناس في دمشق القديمة معروفة، وشماعتها محفوظة "حريق نتيجة ماس كهربائي"، وقد جاءت الفرصة مؤاتية لإيران وأنصارها من أجل الاستيلاء على مبنى تاريخي تحت ستار "الدفاع عن أهل البيت"، فكان تدبير الحريق.

وفي الخلاصة فإن الحريق ما يزال "مجهولا"، سواء من ناحية الفاعل (إن كان بفعل فاعل)، أو من ناحية الضرر الذي ألحقه بـ"قصر النرجس".
واللافت أن هناك من لم يكن يدري بأمر "غناء اللطمية" مطلقا، وهناك تحدى أن يكون هناك إساءة، فتمت مواجهتهم بالمقطع الذي نشرته "زمان الوصل"، رغم إن النقاش كان يدور على الصفحات الموالية، التي تدار تحت بصر النظام ورقابة مخابراته.

وتفيد معلومات "زمان الوصل" أن "قصر النرجس" يعد واحدا من أهم وأفخم البيوت الدمشقية القديمة، وهو يقع في حي القيمرية في منطقة تسمى "تلة سوق القاضي" قريبا من "مكتب عنبر"، وقد كان سكنا لعائلة "الإمام" المتحدرة من النبك (ريف دمشق).

البيت في حقيقته قصر متسع الأرجاء بني على الطراز الدمشقي المزين بالزخارف والنقوش والقيشاني والزجاج المعشق، وهو يمتد على مساحة تعادل 650 مترا مربعا، وقد عرف باسم "قصر النرجس" نسبة لشجيرتي نرجس كانتا فيه، وهو بناء يعود تاريخ تشييده إلى أوئل القرن 18.

وكان القصر من أوائل البيوت الأثرية التي تم تحويلها إلى "مرفق سياحي"، وذلك عام 1996، ضمن خطة وضعها النظام وشجعها منذ عقود، وحول من خلالها كثيرا من بيوتات الشام القديمة التي تنتشر في الأزقة إلى مطاعم ومقاهي، بل إلى ملاهي وبارات، غير عابئ بالإزعاج الصادر عن هذه الأمكنة والذي يقلق راحة سكان دمشق القديمة ممن اعتادوا الهدوء.


كما لم يعر النظام ولا مسؤولوه أي اهتمام للمشهد النشاز الذي يمكن أن يخلفه وجود بار أو مرقص على مقربة من جامع أو كنيسة، في منطقة تكثر فيها دور العبادة، علما أن معظم المنشآت التي رخصت تحت بند مطعم أو مقهى، تحولت بعد زمن قصير أو طويل إلى حانات وأماكن لهو دون أن يكون هناك أي تحرك من السلطات المسؤولة، أقله لمساءلة تلك المنشآت عن تغيير نشاطها الذي رخصت لأجله!

وتقول معلومات "زمان الوصل" أن مدير "قصر النرجس" السابق "عبدالرحيم بن محمد ديب الإمام" كان يرفض أن يتحول مطعمه إلى مرقص أو حانة، احتراما لقرب المطعم من أحد المساجد، لكن الإدارة الجديدة للمطعم قلبت كل ذلك رأسا على عقب بعد رحيل "عبد الرحيم الإمام".

وتوفي "عبد الرحيم الإمام" الذي كان يعرف باسم "بشير".. توفي أواخر 2016، واقيم له مجلس عزاء في بيته الدمشقي القديم، أي "قصر النرجس".

وما تزال قصة "قصر النرجس" وغناء اللطميات فيه تشكل إحدى الموضوعات الشاغلة للشارع الدمشقي، إلى درجة أن هناك من يروج أنباء عن صدور قرار لوزير السياحة التابع للنظام يقضي بإغلاق المكان بالشمع الأحمر، بعد الشكاوى الاحتجاجية التي رفعها الشيعة إلى هذا الوزير وإلى وزير الأوقاف "محمد عبدالستار السيد" بخصوص "الاعتداء على أهل البيت، والإساءة إلى بنت الإمام علي بين أبي طالب".

زمان الوصل
(294)    هل أعجبتك المقالة (212)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي