أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الشيوخ والفتاوى المشبوهة من جديد .... رشيد شاهين

نشرت صحيفة القدس العربي خبرا مفاده ان رئيس مجلس القضاء الأعلى في العربية السعودية الشيخ صالح اللحيدان اصدر فتوى تحرم التظاهر ووصف المظاهرات التي تندد بالعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ب " الفساد في الارض" وان هذه المظاهرات "تصد عن ذكر الله حتى وان لم يحصل فيها تخريب".

واقع الحال يقول بان الشيخ اللحيدان وكثيرين غيره من شيوخ العربية السعودية وغيرها، خرجوا على الناس في اكثر من مناسبة بفتاوى أقل ما يمكن ان يقال عنها انها مثيرة للجدل، ومشبوهة، وغير مقبولة من حيث المضمون ومن حيث التوقيت، وهي ان دلت على شيء فانما تدل على نوايا غير سليمة، ولا تصب في صالح الامة العربية او الامم الاسلامية.

ليس من المعتقد ان احدا منا قد يفكر بالوقوف امام رجال الدين "الافاضل" فيما لو انهم اتبعوا القول ان اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر او ان الجهاد يصبح فرض عين على كل مسلم ومسلمة عندما تكون اي من ارض الاسلام تقع تحت الاحتلال، او ان مثل المسلمين كمثل الجسد...، لان في ذلك اتباعا لسنة الرسول "ص" الذي يفترض ان يكون القدوة لهؤلاء الشيوخ، ذلك اننا ليس لدينا رغبة او هواية في مناكفة هؤلاء القوم، لكن ان يستغل هؤلاء مواقعهم ومناصبهم من اجل الترويج لافكار ليست لها علاقة لا بالاسلام ولا بسنن الاسلام واحيانا ليس لها علاقة بالانسانية، وان يتم استخدام الدين الحنيف بهذا الشكل الفج والمشبوه فهذا ما لا يمكن القبول به.

من هنا فاننا عندما نحذر من تسييس الدين ومن ان الدين السياسي هو ضرب من الارهاب الفكري الذي يستخدم من اجل ترويع الناس وترهيبهم فاننا لا نتجنى على احد، كما اننا لا نروم عداء احد بقدر ما نود ان لا يتم استخدام "الله" جل جلاله وبالتالي هذا الدين من اجل تحقيق اغراض اقل ما يقال عنها انها اغراض مشبوهة تهدف الى ابعاد الناس عن القضايا الاكثر اهمية والتي تلامس عصب حياتهم وكرامتهم ومستقبل اطفالهم وبالتالي مستقبل هذه الامة.

الشيخ اللحيدان نفسه كان قد اصدر فتوى قبل عدة اشهر اباح من خلالها لا بل وحرض على قتل اصحاب القنوات الفضائية، وكان مجموعة من العلماء في ذات البلد قد اصدروا فتاوى تكفر اخواننا من المذهب الشيعي ومقارنتهم بالمستوطنين الصهاينة، هذا بالاضافة الى العديد العديد من الفتاوى المشبوهة التي نعتقد بانها لا تمت للاخلاق والعقيدة بصلة وانها لا تخدم سوى الملوك والسلاطين وقبل هؤلاء اعداء الأمة.

ما يحدث في قطاع غزة يستدعي ليس فقط من الشيخ اللحيدان، لا بل ومن كل رجال الدين، ان يقولوا كلمة حق في هذا الذي يجري ضد ابناء الشعب الفلسطيني في القطاع وبقية الاراضي الفلسطينية المحتلة من قتل ممنهج ومجازر بشعة تقشعر لها الابدان على مرآى ومسمع من عالم اصبح لا يسمع ولا يرى ومن امة ادمت المهانة والذل وارتضت ان تكون على هامش الامم.

ما يحدث في الاراضي الفلسطينية يستدعي من الشيخ اللحيدان ان يدعوا جماهير الامة الى النفير وليس فقط الى التظاهر لان ما يجري لا يمكن "لكافر" ان يقبل به فما بالك "بمسلم".

كنا نعتقد بان الشيخ وغيره من شيوخ الامة سوف يصدرون فتاوى تحرض من خلالها على القتال وعلى التبرع بالغالي والنفيس من اجل اسناد الاطفال والنساء والشيوخ الذين نشاهد على الشاشات والذين لا يجدون دواء او غذاء كافيا، لا بل ضاقت بهم مشافي القطاع بحيث صار يلقى بهم على ارضيات تلك المشافي لان لا متسع لهم.

ان تصدر الفتاوى بهذا الشكل المريب وفي اوقات تتعرض فيها الامة الى المؤامرات من كل حدب وصوب لا يمكن ان تكون الا من اجل خدمة اجندة الاستسلام والخنوع والتبعية في وقت تحتاج الامة الى فتاوى تساعد على نهوضها لا الى مزيد من الذل والمهانة، وفي اضعف الايمان ان لم يجد هؤلاء ما يقال لصالح الامة فمن الافضل ان يلوذوا بالصمت.

[email protected]


(115)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي