قال الناشط الإعلامي "عمار الحسن"، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إن مجهولين أقدموا في ساعة متأخرة من يوم أمس الثلاثاء، على حرق مبنى بلدية مدينة "جيرود" في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، وذلك في محاولة لإلصاق التهمة بعناصر "المقاومة" فيها، وإظهارها بأنها غير قادرة على الحفاظ على أمن المدينة وحماية الممتلكات العامة.
وأضاف: "قامت مجموعة من الملثمين بضرب حارس البلدية وإحراق أجزاء منها قبل أن يلوذ أفرادها بالفرار إلى جهة مجهولة، ومن طريقة كلامهم بينّ للحارس أنهم ليسوا من أهالي جيرود".
وأسفرت الحادثة عن وقوع أضرار مادية جسيمة، بالإضافة إلى احتراق قسم كبير من الوثائق والأوراق الخاصة بالمدينة التي كانت ضمن مكاتب البلدية، حسب الناشط.
وأشار "الحسن" إلى أن بلدية "جيرود" لم تتوقف عن أداء مهامها طوال العامين الماضيين، إذ لم يكن هناك أي مشاكل أبداً مع أي أحد من أبناء المدينة، وما كان لهذه الحادثة أن تقع لولا أن النظام طلب سابقاً من "المقاومة" في "جيرود" إغلاق كافة المقرات العسكرية بما فيها "المكتب الأمني" الذي تولى حماية المدنيين وممتلكاتهم على مدار الأعوام الماضية.
تأتي هذه الحادثة عقب قيام مصادر إعلامية موالية للنظام بالترويج لأنباءٍ حول قيام عددٍ كبير من أبناء مدينة "جيرود" بالتوجه إلى مبنى البلدية لتسوية أوضاعهم الأمنية مع أجهزة النظام، فيما يرى الكثيرون من أبناء مدينة "جيرود" أن النظام هو المسؤول المباشر الحادثة لإجبار من يريد "التسوية" أو "المصالحة الوطنية"، على الذهاب إلى مدينة "القطيفة" الخاضعة لسيطرته.
بدوره قال "عبد المجيد عثمان" أحد عناصر "المقاومة" في "جيرود"، لـ"زمان الوصل" إن هناك قسماً كبيراً من العملاء المحسوبين على النظام ما يزالون يعيشون حتى اللحظة في مدينة "جيرود"، وهم يحاولون من حين إلى آخر استغلال الفرصة لخلط الأوراق وإثارة الخلافات الداخلية بين أبناء المدينة.
واتهم "عثمان" عملاء النظام بالوقوف وراء حرق مبنى البلدية، ولا سيما بعد فشلهم بتنظيم مظاهرات تؤيد "المصالحة الوطنية" مع النظام على حساب فصائل "المقاومة" يوم الجمعة الفائت، نتيجة تدخل عقلاء ووجهاء مدينة "جيرود" لمنع المظاهرة درءا للفتن.
كان من المقرر عقد جلسة تفاوضية اليوم الأربعاء، في محطة "الناصرية" الحرارية إلى الغرب من مدينة "جيرود"، وذلك للردّ على مطالب الوفد "الروسي" التي وجهها الأخير قبل نحو يومين من الآن، عبر لجنة التفاوض عن مدن القلمون الشرقي لإيصالها إلى "المقاومة" في المنطقة، إلا أنها أُجِلت لوقت لاحق بناء على طلب "روسي" ودون توضيح الأسباب. وفق "عثمان".
إلى ذلك شهدت منطقة القلمون الشرقي خلال اليومين الماضين تطورات هامة على الصعيد العسكري المحلي فيها، حيث تمّ الإعلان عن تشكيل قيادة موحدّة تنضوي تحتها كافة فصائل "المقاومة العاملة في المنطقة، ينبثق عنها قائد عام للمنطقة، وغرفة عمليات مشتركة يرأسها قائد عسكري متفق عليه بين مختلف التشكيلات العسكرية "للمقاومة"، على أن يتولى إدارة التفاوض مع النظام حول مستقبل المنطقة.
وأكدّ مجلس القيادة الجديد في بيانه الأول على ما يلي: الحرص على سلامة مدن المنطقة وعدم القبول بتغير بنيتها السكانية أو تدمير بنيتها التحتية والعمرانية، ورفض التهجير القسري لأي شخص من المنطقة، بالإضافة إلى خوض المفاوضات بما يخص مستقبل المنطقة، والدفاع عن المنطقة ضد أي اعتداء من المتطرفين أو الميليشيات الأخرى. حسب البيان.
تخضع مدينة "جيرود"، منذ منتصف العام 2013 لحصار تفرضه عليها قوات النظام السوري، وقد زادت وتيرة الحصار بعد أن تمكنت الأخيرة من إغلاق جميع المنافذ للمدينة، ولا سيما بعد أن أحكم النظام سيطرته في شهر أيار/ مايو الفائت، على المنفذ الشرقي الذي يصل منطقة القلمون الشرقي، بريف حمص الجنوبي الشرقي.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية