عادت مشكلة تغطية تكاليف غسيل الكلى لترخي بظلالها على حياة المصابين بهذا المرض من اللاجئين السوريين من جديد في الأردن للمرة الثانية خلال ستة شهور، وتم تبليغ المرضى بتوقف تغطية علاجهم بدءا من يوم أمس، وهو آخر يوم ضمن العلاج المجاني الممنوح لهم من الهلال الأحمر القطري، وفق ناشطين.
وأشارت الناشطة المهتمة بالملف الطبي للاجئين السورين في الأردن "فريال محمد" لـ"زمان الوصل" إلى أن عدد المرضى الذين هم بحاجة لجلسات غسيل أسبوعية يبلغ أكثر من 120 مريضاً من مختلف الأعمار، وهم بحاجة جلسات غسيل أسبوعية تبلغ تكلفتها الشهرية نحو 70 ألف دولار، مضيفة أن هؤلاء المصابين باتوا الآن بعد هذا القرار المفاجئ يطرقون الأبواب للبحث عن بديل، بينما تقف المفوضية المعنية بالملف الصحي للاجئين عاجزة أمام هكذا ملف.
ولفتت محدثتنا إلى أن مفوضية اللاجئين في الأردن رفعت يدها عن ملف مرضى الفشل الكلوي خارج المخيمات قبل العام 2014 وأبقتها على من هم داخلها. واستلمت الرابطة الطبية للمغتربين السوريين المعروفة اختصاراً باسم "سيما" الملف بعد ذلك لفترة محدودة ومن بعدها استلم الهلال الأحمر القطري.
وأردفت الناشطة السورية أن الهلال الأحمر القطري أبلغ مرضى الفشل الكلوي بالتوقف عن الدعم في شهر كانون الأول ديسمبر/2017، مشيرة إلى أن منظمة "سامز" تدخلت وغطت لمدة شهر ومن ثم أكمل الهلال القطري تغطيته.
وكان الاتفاق -كما تقول محدثتنا- أن يتم تغطية 8 أشهر، ولكن الدعم توقف قبل مضي المدة المتفق عليها.
ولفتت "فريال" إلى أن الدعم قبل عام 2014 كان يشمل الغسيل المجاني والأدوية، واقتصر بعد العام 2015 على الغسيل فقط، وبات على المرضى أن يشتروا الأدوية بأنفسهم، فيما تولت منظمة "سيما" تغطية بعض المرضى بهذا الخصوص ليتوقف أي دعم بهذا الخصوص الآن.
وأشارت محدثتنا إلى أن الهلال الأحمر قلّص في الأشهر الماضية عدد جلسات الغسيل من 3 جلسات إلى جلستين، وبات على المريض أن يدفع أجرة الجلسة الثالثة وحدث نفس الشيء هذا الشهر قبل أن يبلغوهم بتوقف الدعم نهائياً.
وتصل تكلفة جلسة الغسيل الواحدة إلى 50 ديناراً أردنياً أي ما يعادل 35 دولاراً تقريباً، بينما يبلغ عدد اللاجئين السوريين الذين يتلقون علاج غسيل الكلى في جميع وحدات "الديلزة" (الغسيل الكلوي) 120 مريضاً من أصل 4767 مريضا أردنيا حتى نهاية العام الماضي 2016، وفق تقرير سنوي خاص بوبائية الفشل الكلوي في الأردن.
وحذرت الناشطة "فريال محمد" من مخاطر إيقاف تغطية مرضى الفشل الكلوي في الأردن وخصوصاً أن غالبيتهم يعانون أوضاعاً مادية سيئة في ظروف اللجوء الصعبة، والبعض منهم قد يجد من يغطي له جلسة أو جلستين، بينما سيضطر أغلب المرضى لتقليص جلساتهم لتخفيف الكلفة المادية التي تثقل كاهلهم وربما يتوقف البعض عن الغسيل بشكل نهائي، وهذا –حسب قولها- معناه الموت المحتم.
وأردفت محدثتنا أن للقرار المذكور آثاراً صحية ونفسية سيئة على المرضى الذين بدؤوا يعانون من وطأة القرار منذ بداية الشهر ويحاولون البحث عن بديل، وهذا بحد ذاته كفيل بجعل وضعهم الصحي أكثر سوءاً، وبعض المصابين –حسب محدثتنا- راجع المفوضية ولم يتلقوا أي تجاوب بحجة أنهم يغطون فقط مرضى المخيمات ولا يوجد دعم كافٍ لتغطية من هم خارجها.
ولفتت الناشطة الطبية إلى أن الهلال الأحمر القطري يحاول جلب دعم لمواصلة عمله في تغطية المرضى وتحاول المفوضية التواصل مع منظمات، ولكن لا حل يلوح في الأفق، لأن تكلفة التغطية باهظة جداً وتحتاج لدعم دولة وليس لمنظمة. وكشفت محدثتنا أنها تواصلت مع عدد من المنظمات وأبلغتهم بالمشكلة، وأعلنت منظمة "سامز" مبدئياً عن استعدادها لتغطية أقل من 10 مصابين دون الـ 18 عاماً، فيما تكفلت الإغاثة الإسلامية بتغطية 46 مريضاً لمدة أسبوعين فقط، وهذا من شأنه أن يخفف من المشكلة قليلاً، ولكن لا يحلها بشكل كامل.
وختمت أن طلب أي دعم عسكري للكتائب أسهل من طلب دعم للمشاريع الطبية مع كل أسف.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية