أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

يوم الأرض.. 15 فلسطينياً يروونها بدمائهم وحداد وطني وجلسة لمجلس الأمن

أكثر من 1533 مصاباً - جيتي

في الذكرى الـ 42 لـ"يوم الأرض"، قدّم الفلسطينيون على مذبح الحرية 15 شهيداً وأكثر من 1533 مصاباً، برصاص الجيش الإسرائيلي الذي لم يتورّع عن استهداف الشبان العزل، قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، وبمناطق متفرقة من الضفة الغربية.

ومنذ ساعات صباح الجمعة، تجمهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين، عند عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل، وفي مناطق متفرقة من الضفة، تلبية لدعوة وجهتها الفصائل الوطنية، بمناسبة ذكرى "يوم الأرض" الموافق 30 مارس من كل عام.

و"يوم الأرض"، تسمية تُطلق على أحداث جرت في 30 مارس/ آذار 1976، استشهد فيها 6 فلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948 (إسرائيل)، خلال احتجاجات على مصادرة سلطات الاحتلال مساحات واسعة من أراضٍ فلسطينية.

الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، قال للأناضول، إن "15 فلسطينياً استشهدوا، منذ الصباح، فيما أصيب 1415 آخرين بينهم 37 امرأة و179 طفلاً، جرّاء اعتداء الجيش الإسرائيلي عليهم، قرب حدود غزة".

ومن بين الإصابات، بحسب القدرة، 757 إصابة بالرصاص الحي، و148 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و422 بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، إضافة لـ88 إصابة لأسباب مختلفة مثل السقوط أو الاعتداء بالضرب من الجنود الإسرائيليين.

وفي السياق، قال أيمن السحباني، مدير قسم الإسعاف والطوارئ في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، إن "الجيش الإسرائيلي تعمد استهداف المتظاهرين بالأعيرة النارية بشكل مباشر".

وأضاف السحباني، في تصريح للأناضول، "عدد من الإصابات الخطيرة وصل إلى مجمع الشفاء جرّاء الاستهداف المباشر بالأعيرة النارية في الرأس والقلب والصدر".

وذكر أن غرف العمليات ممتلئة بالمصابين الذين ينتظرون دورهم، وأن العدد يفوق إمكانيات المستشفى والقطاع الصحي بغزة.

وفي الضفة الغربية، أصيب 118 شاباً بجروح وحالات اختناق، إثر المواجهات مع الجيش الإسرائيلي، بحسب ما أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية (غير حكومية).

وذكرت الجمعية أن من بين المصابين، إصابة واحدة بالرصاص الحي، و17 بالرصاص المعدني، و100 بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، مشيرةً أن الإصابات توزعت بين مدن نابلس وقلقيلية (شمال) ورام الله (وسط) وأريحا (شرق).

على صعيد ردود الفعل، أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، غدا السبت، يوم حداد وطني في الأراضي الفلسطينية على أرواح شهداء غزة، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.

من جانبها، نددت الحكومة الفلسطينية، في بيان لها، باعتداءات الجيش الإسرائيلي ضد المتظاهرين، ودعت إلى "تحرك دولي فوري وعاجل لوقف إراقة دماء" الفلسطينيين.

فيما أجرى مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، اتصالات مع مجلس الأمن الدولي، "لتوفير الحماية للسكان المدنيين من بطش جيش الاحتلال الإسرائيلي".

وخلال المسيرات قرب حدود غزة، ألقى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، كلمة أكد خلالها على "تصميم الفلسطينيين على العودة لبلادهم التي هجروا منها عام 1948".

وقال هنية "في الوقت الذي بلغت فيه الهجمة على قضيتنا ذروتها منذ قرار (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب (..) فإن هذه الجماهير خرجت لتقول كلمتها الفاصلة: لا بديل عن فلسطين ولا حل إلا بالعودة".

أمّا صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فقد طالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية "لردع جرائم إسرائيل، ووقف مجازرها بحق الفلسطينيين".

وفي بيان له، شدّد عريقات على أن خروج عشرات الآلاف من الجماهير الفلسطينية في "يوم الأرض"، يوجّه رسالة سياسية برفض الشعب للحلول والإملاءات الأميركية والإسرائيلية.

وفي وقت لاحق، ألقى الرئيس محمود عباس، خطاباً متلفزاً، حمّل فيه إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أرواح الشهداء الذين سقطوا في مسيرة "العودة"، كما أعلن غداً السبت، يوم حداد وطني على أرواح الشهداء.

وفي تعليقها على الأحداث بالأراضي الفلسطينية، أدانت الخارجية التركية بشدة، استخدام القوات الإسرائيلية "القوة المفرطة" ضد الفلسطينيين.

وأعربت الخارجية التركية في بيان، عن قلقها الكبير من وقوع خسائر بشرية في المسيرات السلمية بغزة، جراء تدخل قوات الأمن الإسرائيلية.

كما أدان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، بأشد العبارات "الهجوم الإسرائيلي على الفلسطينيين المدنيين العزل".

وأضاف قالن "لا يمكن القبول بوقوع خسائر بشرية وانتهاك للقوانين الدولية في المنطقة (قطاع غزة)، وندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهما".

من ناحيتها، طالبت الكويت بعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في الأراضي الفلسطينية، وفق تصريحات أدلى بها مصدر دبلوماسي كويتي، لمراسل الأناضول.

وعلم مراسل الأناضول، من مصادر أممية، أن مجلس الأمن قرر عقد جلسة عاجلة مغلقة، في تمام الساعة 22:30 بتوقيت غرينتش، لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، بناءً على الطلب الكويتي.

بدوره، حمَّل الأردن، إسرائيل مسؤولية ما جرى في غزة و"انتهاكها لحق التظاهر السلمي"، كما حمّلها مسؤولية "استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين العزل".

ودعا الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، في بيان له، المجتمع الدولي "للضغط على إسرائيل للالتزام بمسؤولياتها كقوة قائمة بالاحتلال، ومعالجة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها القطاع".

الأزهر أيضا، أدان "بشدة" استخدام الجيش الإسرائيلي "القوة المفرطة" ضد الفلسطينيين في غزة. وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب، في بيان له، إن "التعامل (الإسرائيلي) وحشي مع المظاهرات التي انطلقت في غزة".

وفي السياق نفسه، أدانت الجامعة العربية بأشد العبارات "التعامل الوحشي" للقوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بغزة.

وحٌمل الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، في بيان، "الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية عن الأرواح التي أُزهقت".

وفي المغرب، تظاهر مئات من المواطنين، بالعاصمة الرباط، للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين في غزة.

وردد المشاركون، في الوقفة الاحتاجية أمام مبنى البرلمان، شعارات تطالب جميع الدول التحرك من أجل وضع حد لانتهاكات إسرائيل المتواصلة.

الأناضول
(133)    هل أعجبتك المقالة (113)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي