أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نظام الأسد يستعرض حافلات مهجري الغوطة أمام الموالين

باص يقل المهجرين من الغوطة الشرقية - جيتي

أجبر نظام الأسد الباصات التي تقل المهجرين قسرا من الغوطة الشرقية على المرور في المناطق الموالية له بالساحل، مصعدا بذلك الحقد الطائفي ومؤججا نار الثأر في صدور من فقدوا شبابهم، بدا ذلك واضحا بين نساء وأخوات قتلاه.

واعتبر ناشطون أن نظام الأسد أراد أن يظهر لأنصاره في الساحل السوري حجم انتصاره في الغوطة، وأجبر الباصات التي تقل النازحين على المرور بشكل نصف دائري في المناطق الموالية في محافظة طرطوس واللاذقية، ليصلوا في النهاية إلى "قلعة المضيق" في محافظة حماة.

وتجاوزت حافلات النازحين برفقة دوريات أمنية وعربات للشرطة العسكرية الروسية محافظة حمص، واخترقت محافظة طرطوس على الأوتوستراد الدولي إلى طريق جبلة -بيت ياشوط -الغاب، مارة بذلك في مناطق تعتبر خزانات بشرية لقوات الأسد ومرتزقته الذين دفعوا ثمنا من أجل بقاء الأسد في سدة الحكم.

وأجمع الناشطون على أن لا سبب لزيادة مسافة الطريق سوى الاستعراض وتجديد نار الحقد الطائفية على من خرجوا للمطالبة بإسقاط النظام.
وكان الاستعراض مناسبة أطلق من خلالها نظام الأسد العنان لمؤيديه بأن يعبروا عن حقدهم، واصفين سكان الغوطة بأبشع الصفات ومطالبين بقتلهم تارة أو خطفهم تارة أخرى، أو إنزالهم للتشفي بهم وإطفاء النار التي تغلي في صدورهم.


*الروس يؤنبون الأمن السوري
من جانبها أصدرت قاعدة "حميميم" الروسية تعليمات مشددة لقوى الأمن السورية وكل الجهات الحكومية في محافظة اللاذقية لمنع الناس من الاقتراب من طريق مرور القافلة، تحت طائلة المسؤولية، حسب مصدر من داخل فرع الشرطة العسكرية في اللاذقية.

وأكد المصدر لـ"زمان الوصل" أنه قد تم اعتراض الباصات على الطريق بين "جبلة - بيت ياشوط – الغاب" من قبل بعض الأهالي في منطقة "عين شرقية"، وحاولوا إيقافه، وكانوا يحملون العصي والسكاكين، ولكن الشرطة العسكرية الروسية منعتهم من ذلك. 

وقد تعرض عناصر الشرطة العسكرية إلى الرشق بالحجارة، مما اضطرهم إلى رفع السلاح بوجه المعترضين ومنعهم من الاقتراب من الطريق لمتابعة القافلة لطريقها.

وحسب المصدر فإن عناصر المخابرات السورية المرافقة تعرضت للتأنيب والتهديد بالاعتقال من قبل الروس المرافقين.

*النساء أكثر حقدا
أكثر ما كان ملفتا للانتباه هو حجم الحقد الذي تحمله نساء من المؤيدات لنظام الأسد، وتوضح ذلك من خلال تعليقاتهم على صفحات التواصل الاجتماعي، والأوصاف التي أطلقوها على النازحين، وشتمهم بألفاظ تعاف النفس السوية عن التلفظ بها، وكان واضحا بأنهم غير راضين عن السماح لأهل الغوطة بالخروج، واعتبر البعض منهم بأن خروجهم انتصار لهم وليس هزيمة.

وتراوحت مطالباتهن بين وصف النازحين بالصيد الثمين كرهائن وتفجير الباصات وذبح من فيها.

ورأت الخبيرة الاجتماعية "هبة الأحمد" أن مواقف الموالين وخاصة النساء منها يعكس حجم الأزمة النفسية التي يعيشونها. 

وقالت في تصريح لـ"زمان الوصل" إن النساء هم الأكثر تضررا، حيث فقدن أزواجهن وأبناءهن وأحبتهن، وأصبحن يخشين على مستقبلهن مع تناقص عدد الذكور، وشعور العجز والخوف من المستقبل. وهن، حسب "الأحمد" يتوقعن أن لا تدوم الحماية الروسية للموالين لفترة طويلة، ويعلمن أنه لم يعد لهم المقدرة على حماية انفسهم، بالإضافة إلى عجزهن عن توجيه اللوم إلى نظام الأسد نتيجة الخوف وربط مصير معظم شرائح الموالين بمصيره.

زمان الوصل
(110)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي