نشرت صفحة "جرمانا الآن" صوراً جديدة لسوق التعفيش وسط المدينة الذي عاد إلى أوج نشاطه بعد قيام النظام وروسيا بتهجير سكان مدن وقرى الغوطة الشرقية.
المنشور استغرب الإقبال على هذا السوق تحت مسميات تبريرية مثل سوق (المستعمل) وانتقد عدم أخلاقية البائع والشاري فيه، ولكن حجم التعليقات العنصرية والتحريضية بأحقية سلب وتعفيش بيوت أهل الغوطة كان غريباً، وأن بيع بيوتهم وحرقهم هو جزاء لما اقترفت أيديهم من خيانة بحق الوطن.
أما عن المواد التي تباع في السوق كما ذكرت الصفحة فهي المفروشات والمكيفات ومختلف الأدوات الكهربائية والمنزلية، ويكتظ السوق بالبضائع والزبائن ليل نهار ووصل إلى حد إطلاق النار في الهواء، حيث يترافق مع صراخ الباعة.
التعليقات الإيجابية التي وصفت التعفيش بأنها حالة غير أخلاقية كانت قليلة ولم تحظَ بالتعاطف أمام التعليقات العنصرية، فقد حظيت كالعادة بالرصيد الكبير من الدعم والحوار.
اتهم المعلقون أهالي "دوما" والغوطة عموماً بالإرهابين والعملاء، وأنهم يدعون الفقر بينما يحاولون إخراج مئات الملايين من الدولارات التي جمعوها من ممولي الإرهاب، وذهب البعض إلى الطلب بتوزيع محتويات البيوت على أسر (الشهداء والجرحى) من جيش النظام: (حلال ع ربهم هي من وجهه نظري بس يلي بتعفش لازم ينباع ويتوزع عأهالي الشهداء والجرحى).
ذهب المعلق أبعد من ذلك عبر نقل روايات النظام والشبيحة عن أحوال أهل الغوطة بعد خمس سنوات من الحصار والقصف: (لا حدا يقلي مال الغير وأهل الغوطه كلو مليان حرستا خرجو 850 مليون دولار جوبر وزملكا 900 مليون دولار دوما تفاوض لأخراج مليار دولار ويلي بقلك كان جوعان جوا كذاب انا فتت عالغوطه وشفت اقسم بالله عندهم اكل اكتر مننا خلي هالعساكر تعيش صحه وهنا عقلبهن).

معلقون كالبوا الذين يرون أن التعفيش حرام بأن ينزلوا إلى المعارك بدل النواح على أثاث بيوت الغوطة، وأن ما يفعل هؤلاء في خانة الحق والثواب: (يلي زعلان عل تعفيش وعم يضرب شرفيات ووطنيات كان يشرف يروح يحارب ولا يعفش نص يلي عم ينظرو قاعدين ببيوتن وتاركين البلد ادمن لاحق مطلوبين احتياط بدل العفيشة).
إحدى المعلقات مع أنها ضد التعفيش لكنها مع معاقبة أهالي الغوطة لأنهم على حد رأيها تجبروا وظلموا: (نحنا اكيد مو مع ظلم العالم بس للحقيقة اهالي الغوطة ظلموا وتجبروا كتير وباعوا بلدهم وناسهم بالدولار .... بقى معليش هي الاغراض صارت قديمة عندهم بكرا مموليهم بيعطوهم احسن منها).
أحد المعلقين اتهم من يعملون بالتعفيش بأنهم سرقوا منازل أهالي "جرمانا"، واستغلوا أحياناً إسعافهم للجرحى بعد سقوط قذائف الهاون وسرقوا البيوت، ومولدات الماء، وكذلك سرقوا الجرحى أثناء نقلهم للمشافي: (لك يا عالم كانت تنزل القذيفة ببيت أو محل أو يصير التفجير بجرمانا ويييين بالبلد ما تشوفن غير راكضين الشباب بدل مايامنو المكان ويسعفوا المصبابين يبلشوا تفتيش وتعفيش. لك تلات ترباع اللي وصلوا عالمشافي وقت تفجير ساحة الرئيس لا موبايلات ولا جزادين ولا مصاري).
وتعتبر "جرمانا" المجاورة للغوطة الشرقية أحد أهم أسواق التعفيش التي يحمها جيش من منتسبي ميليشيا "الدفاع الوطني" والميليشيات الشيعية، وتحيا المدينة في حالة أخلاقية وأمينة رديئة شهدتها سنوات الحرب.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية