أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الجامعة العربية تستمتع بقتل الأطفال في غزة ... د. عوض السليمان

دكتوراه في الإعلام - فرنسا


كان عمرو موسى يدرك جيداً، أن مجلس الأمن لن يوافق على وقف العدوان على غزة، وكان يدرك جيداً أن المجلس المذكور، ما كان ليؤذي الصهيونية التي أنشأته لحماية مصالحها.

 نحن لا نعتقد أن عمرو موسى وأصحابه وزراء الخارجية العرب، لم يطلعوا على قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

لا شك أنهم اطلعوا عليها وعرفوا من خلالها أن المجلس الدولي هو من أهدى فلسطين للكيان الصهيوني، ولا شك أن السادة الوزراء يعرفون أن الصهاينة قدموا من بلاد بعيدة، فأسسوا عصاباتهم وقتلوا أهل فلسطين واستولوا على أرضهم، ثم جاء مجلس الأمن هذا وشرعن الاحتلال، وذهب أبعد من ذلك حيث اعتبر المقاومة الفلسطينية حركات إرهابية يجب على المجتمع الدولي القضاء عليها.


إذا كان أطفالي يعرفون هذه القصص تفصيلاً، أ فيعقل أن عمرو وإخوته من حكام الدول العربية لا يعرفونها؟. بالطبع إنهم يعرفونها. فما معنى، والحالة هذه، أن تصر دول عربية على أن يذهب وفد وزاري إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بوقف العدوان الصهيوني على غزة.

 ومتى كان العدوان يرتدع بقرارات أممية. وهل ارتدع العدوان على العراق بقرار أممي، وهل منعت القرارات الأممية الإدارة الإرهابية لجورج بوش من تدمير العراق واغتيال قائده. وهل أخرج مجلس الأمن الصهاينة من الجولان، أو إثيوبيا من الصومال.

 وهل أنصف المجلس الهنود الحمر في أمريكا، أو المسلمين في كشمير.


ويعود السؤال مرة أخرى، فلماذا إذاً صرخ عمرو موسى صرخته التاريخية" اذهب أيها الرئيس عباس إلى مجلس الأمن وكلنا وراءك".


سؤال آخر، لماذا انعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى الوزراء بعد انتهاء الضربة الجوية الصهيونية تقريباً على غزة. ولماذا سافر الوفد العربي إلى نيويورك بعد ذلك بيومين، ولماذا انعقد مجلس الأمن دون أن يصدر قراراً يدين العدوان على الأقل. معطياً بذلك فرصة للصهاينة لبدء الهجوم البري. أ لا يعرف القادة العرب وأمينهم العام عمرو موسى الإجابة على هذه الأسئلة كلها.


إن تدمير غزة يتم اليوم بتواطؤ عربي وعالمي مدروس للقضاء على المقاومة، ليس فقط في فلسطين، وإنما هي حرب لن تتوقف إلا بالقضاء على المقاومة في كل مكان. حيث تريد الصهيونية العالمية السيطرة على الدول العربية كلها شعوباً وخيرات.


لقد قصدت الجامعة العربية، تأخير الاجتماع الوزاري حتى يُتم الصهاينة ضربتهم الجوية. وبعد الاجتماع المخزي في القاهرة، قرر الوزراء، وكانوا قد أعدوا ذلك من قبل، أن يتوجهوا إلى مجلس الأمن، وهم يعرفون تماماً أن المجلس لن يستصدر أي قرار قبل أن تنهي العملية الإجرامية في غزة أهدافها.

وبالفعل فقد انعقد المجلس ولم يستصدر أية قرارات. ومرت أيام أخرى قتل فيها أطفال فلسطين. ثم تحرك العرب بإرسال وفدهم الوزاري، ليعطوا الفرصة للصهاينة مرة أخرى في قتل أكبر عدد من الأبرياء في غزة، وهاهو مجلس الأمن وقد انعقد ، وكان طبيعياً ألا يطالب بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، لأن العدوان الصهيوني لم ينجز أهدافه بعد .


المشكلة ليست هنا، فكلنا يعرف أن الهيئات الأممية وجدت أساساً للسيطرة على شعوب ودول المنطقة. وهي لا شك ضالعة في كل المصائب التي حلت بالأمتين العربية والإسلامية. المشكلة في عمرو موسى الذي صرح بعد كل هذا، أن مجلس الأمن هو الجهة الوحيدة القادرة على وقف العدوان على غزة.

 انتابني شعور بعد هذا التصريح، أن الجامعة العربية فقدت آخر نقطة من حمرة الخجل في وجهها المكروه شعبياً، فهل يعقل أن يقول عمرو موسى بعد كل هذه المصائب أن مجلس الأمن هو الجهة الوحيدة القادرة على وقف العدوان، أي ليست الجيوش العربية، وليس التحرك العربي هو القادر على وقف هذه الاعتداءات.

 أي أن الجامعة التي تدافع عن العرب لا تستطيع أن توقف الإهانات الصهيونية ضدهم، وليست مسئولة عن وقف العدوان وليمت أهل غزة كلهم. فإذا كان ذلك صحيحاً فكيف يقبل عمرو موسى أن يكون أميناً عاماً لهذه الجامعة.

 أ ليس الأولى له أن ينسحب منها ويجلس في بيته، طالما أن جامعته غير قادرة على الوقوف بوجه العدو.


ثم يطلق تصريحاً آخر يقول فيه إن الحكومات العربية غير راضية البتة عن ضرب غزة، وأن الإدعاء بوجود مؤامرة للقضاء على حماس قول عار عن الصحة.


هذا التصريح أغرب من سابقه، فكيف تفسر لنا الجامعة العربية استمرار إغلاق معبر رفح، وكيف تفسر لنا فشلها في التوصل إلى اتفاق على عقد قمة عربية، وكيف تفسر لنا تصريحات ليفني من القاهرة بأنها ستبيد حماس.

وكيف تفسر لنا تصريحات أعضاء الحزب الحاكم في مصر بأنهم لا يريدون إمارة إسلامية على حدودهم.

 ليقل لنا أمين الجامعة، ما معنى أن تقمع مصر المظاهرات السلمية المتعاطفة مع غزة، وما معنى أن تصدر فتاوى المؤسسة الدينية العربية بتحريم وتجريم التظاهر.


بل ليفسر لنا السيد عمرو موسى، ما معنى ألا تتحرك الجيوش العربية لنصرة غزة، فعبر التاريخ الطويل للإنسانية وفي أي نقطة من العالم يضربها عدو، يعلن الجهاد والمقاومة لطرد ذلك العدو ودحره، تماماً كما أعلنت المقاومة في فرنسا ضد النازية، أو في فيتنام ضد البربرية الأمريكية والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى.

 فلماذا لم يعلن عمرو موسى حالة النفير والجهاد، ولماذا لم يخاطب القادة العرب مباشرة ويقل لهم لا بد من القتال وتحريك الجيوش. ثم يأتي ليقول لنا إن الحكومات العرب غير متآمرة على تدمير غزة.


الأسئلة لعمرو وإخوانه من حكام هذه الأمة كثيرة لا تنتهي، ولكنني أختمها بسؤال واحد سأفرح لو سمعت إجابته ، لماذا تستمتع الجامعة وبعض حكام العرب بقتل الأطفال والنساء في غزة؟؟.

(112)    هل أعجبتك المقالة (114)

يا ترى

2009-01-04

يا ترى دكتور نحنا كإعلاميين شو وظيفتنا والله حاسس انو صرنا متل العداد بس نعد الشهداء والجرخى .


المهندس سعد الله جبري

2009-01-05

قال ساركوزي تعقيبا على عدوان إسرائيل بالحرف الواحد: إن حماس هي التي قررت إنهاء التهدئة واستئناف إطلاق الصواريخ على إسرائيل وهي تتحمل مسؤولية كبيرة عن عذابات فلسطينيي غزة. وهذا ذات ما قاله بوش وتشيني http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/talking_point/newsid_7810000/7810842.stm ويبدو بوضوح، تجاهل الرئيس الفرنسي الصهيوني، أن حماس لم تقرر إنهاء التهدئة إلا بعد حصارها الكامل المميت ومنع الغذاء والدواء والإتصالات من جانب إسرائيل ومصر لأكثر من شهرين. أيها العربي أعرف عدوك . .


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي