أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أطلال "حرستا" بعد التهجير.. ذكريات و20 ألف مدني تحت الحصار

من يوم الرحيل من غوطة دمشق - جيتي

ترك المهجرون من مدينة "حرستا" الذين وصلوا إلى إدلب نحو 20 ألف مدني تحت سيطرة قوات الأسد.

ووصلت آخر دفعات المهجرين من الغوطة أمس إلى الشمال السوري ضمن اتفاق مع قوات النظام بضمانات روسية لخروج المقاتلين وعائلاتهم من المناطق التي عانت حصارا استمر أكثر من 5 سنوات مصحوبا بقصف استخدمت فيه كافة أنواع الأسلحة بما فيها المحرم دوليا لا سيما الكيماوي. 

وأكد عضو المكتب الإغاثي في "حرستا" "محمد الأبجر" لـ"زمان الوصل" أن المدنيين الذين تبقوا يعانون من نقص المواد الغذائية والطبية عقب حملة عسكرية للقوات الروسية والنظام أدت إلى دمار 90 % من المدينة.

وقال "الأبجر" إن نحو 8 آلاف مقاتل مع عائلاتهم خرجوا من "حرستا" بموجب اتفاق تضمنه روسيا إلى جانب الراغبين بالخروج منها، فيما بقي نحو 20 ألف مدني بموجب الاتفاق الذي ينص الاتفاق على نقل المرضى للعلاج في مستشفيات العاصمة دمشق، بشرط السماح لهم بالعودة إن أرادوا ذلك، إضافة لبقاء من يرغب من الأهالي في مناطقهم التي كانت تسيطر عليها "حركة أحرار الشام" الإسلامية.
يرى "أبو عبد الرحمن" أحد مقاتلي "أحرار الشام" أن لحظات التهجير وصعوده للباصات أصعب من "الموت على ثرى الغوطة"، لكنه على يقين بأنهم عائدون إليها.

يقول: "رغم الحصار كانت معنوياتهم عالية، فاستطاعوا التصدي لميليشيات قوات النظام وروسيا وإيران، كما حصل في معركة إدارة المركبات حين حاصروها لشهرين دون أن تقدر هذه القوات الكبيرة على فتح طريق الإمداد إليها".

ولفت المقاتل إلى أن المناطق التي تقدمت فيها هذه القوات خلال معارك الشهر الأخير، هي عبارة عن مزارع وبساتين مكشوفة، لا يمكن الصمود فيها عسكرياً بسبب اتباع القوات المتقدمة سياسة الأرض المحروقة، على عكس القتال داخل المدن والأحياء التي كبدت ميليشيات المهاجمة خسائر كبيرة في العتاد والأرواح. 

المتطوع في "الدفاع المدني" "حيان سريول" يقول إن المئات من المدنيين قتلوا نتيجة القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام وحلفائه، لكن الحصار كان أشد فتكا من الآلة العسكرية، على حد تعبيره.

أضاف المتطوع إن فرق الإسعاف والدفاع المدني بإمكاناتها البسيطة والشحيحة عملت ليل نهار في سبيل إنقاذ أرواح المدنيين، رغم قلة الأدوية والنقص الكبير في مادة المازوت، والذي أدى لتوقف بعض من سيارات وآليات الدفاع المدني عن العمل.

كما أشار "حيان" إلى تقطيع أوصال إلى الغوطة ثلاثة أجزاء أعاق عملهم مؤخراً بسبب قطع طرق الإمداد بينها، فمدينة "دوما" شمالي الغوطة تحت سيطرة "جيش الإسلام"، و"حرستا" غربها تحت سيطرة "حركة أحرار الشام"، أما الجزء الجنوبي فيضم مدن "عربين" وباقي بلدات القطاع الأوسط تحت سيطرة "فيلق الرحمن".

وأطلقت حركة "أحرار الشام" أعلنت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، معركة ضد قوات النظام تحت اسم "بأنهم ظلموا" بهدف السيطرة على إدارة المركبات بـ"حرستا"، وهي الثكنة العسكرية على أطراف "الغوطة الشرقية"، وحققت تقدما كبيرا وقتل العشرات من عناصر النظام وحلفائه، قبل أن تتراجع تحت وطأة القصف الجوي والمدفعي والصاروخي مع بدء حملة عسكرية شاملة على مدن وبلدات الغوطة منذ أكثر من شهر.

زمان الوصل
(150)    هل أعجبتك المقالة (184)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي