أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

برسم "المعارضة الوطنية" المتلبسة بـ"فوبيا الحجاب".. الأم التي دعشنتموها قدمت 5 ابناء فداء لبشاركم

قتل 5 من أبنائها وهم يدافعون عن نظامي حافظ وبشار

لم يدر في خلد كثير من الموالين وهم يعبرون عن "فوبيا الحجاب" المتلبسة بهم، ويمارسون "معارضتهم" على وضع صورة امرأة محجبة في ملصق لـ"تكريم" قتلى النظام، مع "دعشنة" من وضع الصورة ووافق عليها.. لم يكن يدور في خلدهم أن هذه "المعارضة" ستكشف أحكامهم الطائفية المبيتة، مضافا إليه جهلهم المطبق بحق أمّ دفنت أكثر أبنائها في القبور ليحيا بشار الأسد وحاشيته في القصور، وليأتي الوقت الذي تصبح فيه هذه الأم هدفا لسهام الموالين، ممن كانوا ينظمون معلقات التأييد بينما كان أولادها يتساقطون واحدا تلو الآخر.

فقد اتضح لـ"زمان الوصل" أن المرأة التي وضعت صورتها على الملصق هي "حياة إبراهيم إبراهيم" المتحدرة من قرية "وادي الحارة" في منطقة الحفة بريف اللاذقية، والتي قتل 5 من أبنائها وهم يدافعون عن نظامي حافظ وبشار، بينما ما يزال الثلاثة الباقين يدافعون عنها.. أي إنها رمت كامل أولادها الثمانية في محرقة النظام.

فقد ثكلت "حياة" بأولادها: علي، كامل، علاء، حازم، وفيصل، الذين أنجبتهم من زوجها المتوفى "محمد كامل صالح".

*فقر فجهل فجيش
تجسد تفاصيل سيرة "حياة" المعنى الحقيقي للموالي الذي يدفع كل شيء مقابل لاشيء، ففضلا عن أن الأم فقدت أولادها الخمسة، فإن لديها 3 أبناء آخرين (رفيق، ثائر، أحمد) ما زالوا يخدمون في جيش النظام.

وقد سبق لتقارير إعلامية بثتها وسائل إعلام موالية أن رصدت الحال المزرية والضنك الذي عاشته "حياة" قبل ان تضحي بأولادها وبعد أن ضحت بهم، ففضلا عن تحملها شقاء تربية 8 أيتام بعد رحيل أبيهم، وعملها المضني في الحقول، في ظل نظام لايقيم كثير وزن لمثل حالتها، فإن "حياة" ذاقت أمر مرارات الفقد عندما بدأت الحرب التي أشعلها بشار تنهش أجساد أولادها واحدا واحدا.

ومع كل ما قدمته للنظام، لم تحصد "حياة" سوى الكلام المعسول، ومزيدا من خطابات التمجيد في الإعلام، وبعض أوراق الثناء، لتحتفظ بها ضمن "بيتها" المتهالك في "وادي الحارة"، مقرة كأي أمّ أن مصرع أولادها "كسر ظهرها".

وليس ذلك فحسب، بل إن "حياة" حرمت من أن تدفن ابنها "علي"، لأن جثته ما زالت مفقودة حسب قيود النظام، المتخمة بأسماء آلاف مؤلفة من "المفقودين"، علما أنه قتل في "حرب لبنان" عام 1982!

وقياسا إلى الظروف البؤس التي أصر نظام الأسد على حبس كثير من أهل الساحل في قمقمه، حتى لا يجدوا خيارا سوى "الجيش"، تبدو "حياة" ضحية وهي تروي كيف لم تكن تتمكن من شراء أبسط اللعاب لأولادها عندما كانوا صغارا، وكيف صاروا وليمة جاهزة للجهل، لأنها لم تستطع تعليمهم، أو بالأحرى لأن النظام لم يستطع تعليمهم، لكنه استطاع –لاحقا- تجنيدهم وتسليحهم ليقتلوا ثم يُقتلوا.

ولندرك مدى ما كابدته "حياة" يكفي أن نستمع إليها في مقابلة سابقة وهي تقول عن ابنها " كامل" الذي قتل عام 2012: "كان صوته حلو ويحب يغني مع رفقاته وأوقات يحلم يصير مطرب، ولما تزوج وصار عنده ولد، صار يحلم ما يعيش ابنه بالفقر متل ما عاش هو"، وهكذا التحق بـ"الجيش"!

وبعد مصرع "كامل" بنحو 6 أشهر، لحقه أخوه "حازم" وقد أتم بالكاد 17 عاما، حيث جندته مليشيا "الدفاع الوطني" بينما كان يعد لخوض امتحانات الشهادة الإعدادية، مغرية إياه ببعض المال الذي قرر "رامي مخلوف" فجأة رش بعضه على فقراء أهل الساحل، كمن يرش سكرا على الموت.
تقول أمه مستذكرة: "قبل ما يترك البيت زار كل أهالي الضيعة... وبعدين اتصل فينا من رقم غريب، قلنا أنو باع جواله ليقدر ينزل عالمدينة ويتطوع".. في قصة تشابه بتفاصيلها نزول أهل الجبل إلى دمشق أفواجا وهم يرددون على أيام حافظ ورفعت "خبز ومرقة و300 ورقة (ليرة)".

تتابع "حياة" وهي تروي عن ابنها المراهق "حازم": "قلّي دعيلي يا أمي، وبعد شهرين جابولي ياه ملفوف بالعلم، وبعد مرور17 يوما على مصرع "حازم" بلغها نبأ مقتل أخيه علاء (23 عاما)، الذي كان متطوعا في "الحرس الجمهوري"، وكان كل همه -حسب أمه- بناء "غرفة صغيرة ليتزوج"، وأخيرا لحقه أخوه "فيصل" الذي كان متطوعا في نفس التشكيل وذلك في شهر شباط/فبراير من 2016.

*الحائط المنخفض
وقد سارع مؤيدون لبشار الأسد إلى التعبير عن سخطهم ورفضهم لوجود صورة امرأة محجبة على ملصق خاص بـ"تكريم" قتلى النظام في محافظة اللاذقية، سياقم نهاية الشهر الجاري برعاية وزيرة العمل "ريمة قادري".

وتولت العائدة إلى حضن النظام، والمحسوبة على "المعارضة الوطنية"، ميس كريدي، النفخ في الموضوع، منتقدة "تحجيب" المرأة التي ظهرت في الملصق حتى ولو كان بالعلم، "لأن في سيدات فاضلات أمهات شهداء وغير محجبات"، متسائلة باستنكار: "هل هي شروط الوزارة أو الجهات الداعمة".

وتسابق كثير من الموالين إلى تريديد نفس مضمون ما قالته "كريدي" وبعبارات مختلفة، مستثمرين انخفاض "حيط" الوزيرة، وكونها "محجبة" ومحسوبة على "الأكثرية"، ومن السهل جدا رميها بـ"الدعشنة" و"الأخونة" وسواها (وقد رموها بذلك علنا وصراحة)، دون أن تجرؤ على الدفاع عن نفسها.

تنويه:
تنوه "زمان الوصل" بأن أبناء "حياة إبراهيم" الثلاثة المتبقين ما زالوا يخدمون في جيش النظام، وأن سادسهم لم يقتل بعد كما روجت لذلك صفحات موالية عدة مرات في سبيل كسب مزيد من "اللايكات".

إيثار عبدالحق - زمان الوصل
(139)    هل أعجبتك المقالة (106)

Omar

2018-03-26

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته مع أحترامي لكم ولمجهودكم ولرأي الجميع ف لي تعليق واحد على من اسميتموها انها كانت تعمل في الحقول والنظام لا يكترث لمن هم في حالاتها ولكنها كانت تعمل بشرف وربت أولادها على الكرامة أما الآن لم يعد هناك حقول لتعمل بها من هم مثلها بل هناك دعارة و فسوق و فجور في ظل الأحوال المتردية و نطيحة الثورة فعاشت الثورة التي لم تبقي أي من الحقول أو المعامل أو المشافي عاشت و عاش ثوارها المثقفين المتنعمين بفنادق الخارج وثوارها الجاهلين الحاكمين لنا في الداخل.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي