غيّب الموت المناضلة السورية الفلسطينية "مي عبد القادر الحافظ" في مخيم "النيرب" بحلب أمس.
والتحقت "مي" (60 عاما) بصفوف المقاومة الفلسطينية — يسار "فتح" رافضةً الانقسامات، والنزاعات، ثم التحقت بعد خروج المقاومة من لبنان، بـ"اللجان الشعبية" التي تضم فلسطينيين وسوريين للدفاع عن المقاومة والتحرير والعودة.
وأشار بيان لـ"حزب العمل الشيوعي" في سوريا إلى أن الراحلة "تعرضت للاعتقال ثلاث مراتٍ، وذاقت مرارة السجون بدءاً من اللجوء وهو السجن الأول الذي ولدت وكبرت فيه، كما كانت تقول دوماً، وذكرته في كتابها عن تجربة اعتقالها مع رفاقها ورفيقاتها (عينك على السفينة)".
وانضمت إلى الحزب المذكور الذي أصبح "موئل أحلامها ومستقبل مئات الشبان"، حسب البيان- لتُعتقل أول مرةٍ عام 1983، ثم عدة أسابيع في عام 1987 وأعيد اعتقالها في نفس العام في الحملة الأقسى ضد الحزب، ونقلت إلى "فرع فلسطين"، مع رفاقها "سحر البني، أميرة، ولينا وغرناطة وموريس...".
وكشف البيان أن "مي" تعرضت لتعذيبٍ شديد لأنها من أوائل المعتقلين في تلك الحملة، وقضت عدة أشهرٍ في المزدوجة ثم المهجع السادس. كانت تبدع ورفيقاتنا في الانتصار على الزمن، والتواصل مع الرفاق في المزدوجات والمهاجع المقابلة والمجاورة، فمن مباريات الشعر، إلى الرقص والغناء بصوتٍ خافت، الذي سبب الجلد لهن جميعاً لمعرفة صاحبة ذلك الغناء! وكانت تواجه عذاب السجن وآلام المرض "انحلال الدم" بكبرياءٍ، وهو الذي عجلّ في الإفراج عنها في عام 1989، بعد عامين على اعتقالها.
ولفت البيان إلى أن الفقيدة "خرجت من المعتقل لتجد نفسها دون عمل، فقد فصلت من عملها كمعيدةٍ تدرّس في كلية العلوم بجامعة حلب، "لأسبابٍ أمنية" وهو السيف الذي ما انفك يلاحق أصحاب الرأي المعارض، حتى يومنا هذا، وظلت منذ عام 2000، تعمل في مشفى "فلسطين"، كمحاسبة، وتحلم بالعودة إلى "ترشيحا" إلى الشمال الشرقي من مدينة "عكا" مسقط رأس أهلها في فلسطين حتى رحيلها الفاجع أمس الأول.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية