أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مهجرو الغوطة من الحصار إلى الإقامة الجبرية في مراكز "الإيواء"

قام النظام بزج الآلاف من أبناء الغوطة بمراكز إيواء مؤقتة

يخضع المهجرون قسراً من أبناء الغوطة الشرقية بريف دمشق، وخصوصاً الرجال والشباب منهم لإقامة جبرية داخل مراكز إيواء جماعية أشبه ما تكون بمعسكرات "اعتقال جماعي"، في ظروف إنسانية قاسية للغاية نتيجةً لغياب معظم الخدمات الأساسية الضرورية عنها.

وقال "محمد الباشا"، وهو اسم مستعار لأحد أبناء بلدة "حمورية"، يتردد بشكلٍ يومي لزيارة أقاربه المحتجزين في مركز "الدوير"، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، قام النظام بزج الآلاف من أبناء الغوطة الشرقية، الذين خرجوا من المنطقة عبر الممرات الآمنة التي افتتحتها قوات النظام برعاية "روسية"، في كلٍ من "جسرين" و"حمورية" و"مخيم الوافدين"، بمراكز إيواء مؤقتة في كلٍ من مركز "حرجلة" قرب مدينة "الكسوة" جنوب العاصمة "دمشق"، ومركز "الدوير" قرب منطقة "عدرا" إلى الشمال منها.

وأضاف أن هذه المراكز أشبه بأماكن احتجاز مؤقتة للشبان والرجال الذين يتراوح عمرهم بين 16 إلى 50 عاماً، كما أن النظام نقل ما يزيد عن 6 آلاف شخص، إلى مركز "الدوير" وهو بالكاد يستوعب هذا العدد، لأنه في الأساس عبارة عن معسكر خاص بما يُعرف بـ"طلائع البعث"، ويضم صالة رياضية ومطعماً وبعض الغرف الاسمنتية مسبقة الصنع، كما وضع قسماً آخر في مراكز إيواء أخرى وتحديداً في كلٍ من "معهد الكهرباء" و"معمل الإسمنت" في "عدرا البلد".

وأشار "الباشا" إلى وجود مصاعب عدّة تواجه العائلات المحتجزة داخل مركز "الدوير"، ومنها: ضيق المكان مقارنة بالاكتظاظ البشري الكبير والحياة المشتركة بين العائلات، ونقص المياه في ظل تزايد انتشار الأمراض بين النازحين ولا سيما النساء والأطفال، بسبب سوء المرافق الخدمية وانعدام النظافة في المركز، بالإضافة إلى قلة الخدمات الطبية المقدمة لهم.

بدوره قال "حسام المصري" وهو أيضا اسم مستعار لقريب إحدى العوائل المحتجزة في مركز "الدوير"، إن النظام فرض قيوداً صارمة على الراغبين بزيارة أقاربهم المحتجزين في المركز، وهي تتطلب الحصول على تصاريح أمنية معقدّة، الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى الانتظار لعدّة أيام على أمل السماح لهم برؤية أقربائهم أو التواصل معهم.

وأوضح "المصري" في حديثٍ خاص مع "زمان الوصل"، أن النظام سمح بإخراج عددٍ من العائلات وجلهم من النساء والأطفال ممن هم تحت سن 15 من العمر، خلال الأيام الماضية، وذلك بعد كفالتهم من قبل أحد أقربائهم وتعهده بتأمين مكان سكني لهم داخل "دمشق"، بعيداً عن الشوارع والطرقات، بينما مُنِع الرجال والشباب من مغادرة المركز حتى إشعارٍ آخر.

وأشار إلى أن النظام لم يكن يتوقع أبداً خروج هذا الكم الكبير من أبناء الغوطة الشرقية، لذلك فإنه سمح ببقاء قسمٍ من المدنيين من بلدة "كفر بطنا" في منازلهم بصورة مؤقتة، كما أنه يقوم حالياً بإنشاء مراكز إيواء أخرى في "النشابية" و"المليحة" و"شبعا".

تشهد الغوطة الشرقية منذ 18 من شهر شباط/ فبراير الماضي، حملة عسكرية عنيفة تشنها قوات النظام والميليشيات الموالية لها بدعمٍ جوي "روسي" مكثف، ما أدّى إلى تراجع فصائل "المقاومة" في المنطقة عن مناطقها لصالح القوى المهاجمة.

ووفق تقديرات صادرة عن هيئة "الأمم المتحدة"، فإن نحو 50 ألف مدني، خرجوا من الغوطة الشرقية، باتجاه مراكز الإيواء في مناطق سيطرة قوات النظام، دون الحصول على أي ضمانات أممية، وقد قام النظام باحتجاز المئات منهم في تلك المراكز غير المجهزة أساساً لاستقبال النازحين.

زمان الوصل
(137)    هل أعجبتك المقالة (141)

علي خضور

2018-03-25

لقد أعتقلت الأجهزة الأمنية عدد كبير من الشبان المهجريين الى أمكان غير معروفة وقد أعدم بعض الشباب المهجرين من الغوطة رميا بالرصاص بعد أعتقالهم من مراكز الأواء بأقل من 24 ساعة من أعتقالهم دون محاكمة.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي