أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الأمم المتحدة تقر بإحدى جرائمها.. سلمنا أحداثيات المشافي في الغوطة للروس

من أحد مشافي الغوطة - جيتي

*مسؤول أممي بارز في دمشق وصف القائمين على المرافق الطبية في الغوطة بـ"الكاذبين"

*الأمم المتحدة تناست كل تاريخ وحاضر روسيا الإجرامي وسلمتها الإحداثيات لتقصف بدقة

يبدو أن الوضع في سوريا استحال إلى مستنقع كبير من العار المصفى، إلى درجة أن تمرير معلومة تقر بأن الأمم المتحدة هي من سلمت الاحتلال الروسي الإحداثيات الدقيقة للمستشفيات في الغوطة الشرقية.. إلى درجة أن تمرير معلومة من هذا النمط، صار لدى مسؤول أممي رفيع مدعاة للفخر والإشادة بالجهود التي تبذلها المنظمة، للحفاظ على حياة الشعب السوري، أو بقاياه بالوصف الأدق.

فقد قال رئيس العمليات الإنسانية في المجموعة الدولية لدعم سوريا (التابعة للأمم المتحدة)، يان إيجلاند، إن الأمم المتحدة "قدمت إحداثيات المستشفيات التي تدعمها المنظمات غير الحكومية في إدلب والغوطة الشرقية إلى روسيا والولايات المتحدة"، مبررا هذه الخطوة بأنها أتت لتجنيب هذه المرافق الطبية أخطار القصف، وفق ما أدرج على حسابه الرسمي، ورصدت "زمان الوصل".

"إيجلاند" الذي يرأس أيضا المجلس النرويجي للاجئين، تناسى تماما التاريخ الروسي الإجرامي العريض، بشقيه الماضي، والحاضر في سوريا، وتغافل مع الأمم المتحدة عن أن روسيا في النهاية قوة احتلال غزت سوريا لقتل شعبها، مفضلا التعامل مع بوتين وجيشه كأنهم رهبان أو فرسان.

ولأن تغريدة "إيجلاند" جرّت عليه الانتقاد، وكشفت تواطؤ الأمم المتحدة (التي بالمناسبة ما تزال تعتمد بشار رئيسا شرعيا)، فقد عمد المسؤول الأممي إلى إلحاق تغريدته الأولى بأخرى تشرحها وتبررها، ولكنها كانت بمثابة "عذر أقبح من ذنب".

إذ قال "إيجلاند": إحداثيات المستشفيات التي تم تسليمها تمت بناء على طلب من المستشفيات في ظل الخوف من الهجمات وفي ظل عدم وجود نظام الإنذار في الحرب السورية. الآن تضمن الأمم المتحدة أن هذه المنشآت مدنية وطبية بحتة وستنشر وتدين أي هجوم. رجاء لا تخمنوا مرة ثانية أن اختيار المنظمات غير الحكومية كان مجازفة كبيرة".

وعند هذه التغريدة اتضح تماما أن "إيجلاند" يعي ويعني ما قاله تماما، وأنه متحمس ومدافع عن فكرة تسليم الاحتلال الروسي إحداثيات المستشفيات، بل ربما يكون هو (أي إيجلاند) صاحبها ومسوقها، لاسيما أنه عاد ليؤكد أن هذه الخطوة "ليست مجازفة كبيرة"، مطمئنا إلى أن الأمم المتحدة ستدين أي هجوم!

تغريدة "إيجلاند" التي جاءت بعد أن أحرق الأسد والاحتلال الروسي سوريا، وضعت المسؤول الأممي في مواجهة الانتقاد من جديد، حيث علق أحدهم متهكما: "حسنا، ما دمت ستنشر إدانة صارمة عندما يموت المزيد من السوريين، فإن كل شيء على ما يرام. أنا متأكد أن هذا سيعطي راحة كبيرة للعاملين الطبيين الذين يعرفون أنهم مستهدفون عمدا. الأسد وروسيا لايقومان بذلك عن طريق الصدفة".

أما الصحافي في جريدة "بيلد" الألمانية، يوليان روبكيه، فقد وضع رابطا لخبر يعود إلى سنتين ماضيتين يفيد بتوقف منظمة "أطباء بلا حدود" عن تزويد الروس بإحداثيات المرافق الطبية في مناطق المعارضة السورية، بعد سلسلة من الاستهدافات المتعمدة لتلك المرافق.

ووجه "روبكيه" سؤالا ساخرا ومقتضبا للمسؤول الأممي "إيجلاند"، قائلا له: "إذن لم تتعلموا شيئا من أخطائكم الماضية".

وعاد "روبكيه" ليعقب: "في الأعوام: 2015، 2016، 2017، و2018، روسيا هاجمت المستشفيات في سوريا عمدا، وبعضها هوجم بعد قيام المنظمات غير الحكومية بتسليم الإحداثيات لنظام الكرملين، بوتين سيكون سعيدا بخياركم (خطوتكم)، لأنكم سهلتم المهمة له".

*لماذا انتظرتم؟
من جهتها اختارت الصحافية "إيما بيلز"، أن تناقش ما ذهب إليه "إيجلاند" في سلسلة تغريدات على حسابها الرسمي، تابعتها "زمان الوصل" وتولت ترجمة أهم ما فيها، انطلاقا من أن "بيلز" تعد من أوائل وأهم الإعلاميين المنخرطين في متابعة أخبار المرافق الصحية في سوريا، والملاحقين لتفاصيل استهداف هذه المرافق، بل وحتى المساهمين في صياغة مشروعاتها. 

وأول ما بدأت به "بيلز" حديثها كان التأكيد على أن هناك مجموعة من الأدلة الكاسحة (البالغة الكثرة) التي تفيد أن المرافق الطبية في سوريا استهدفت عن سبق إصرار وترصد.

وأبانت الصحافية أنها كانت ممن ساهموا في وضع تصور شامل للهجمات التي يمكن أن تستهدف المرافق الطبية المدعومة من قبل المنظمات غير الحكومية، وأن من بين الأسئلة الأولى التي كانت تطرح حينها السؤال عن الاستخدام التاريخي للمبنى، بمعنى هل سبق استخدامه بصفة مشفى، وعندما كان الجواب "لا"، كان هذا يقلل من فرص استهداف روسيا له حيث لن تشك بأن البمنى المخصص يستخدم كمشفى.

وأشارت "بيلز" إلى أن عددا لايحصى من المنظمات الحقوقية والطبية وثقت حالات استهداف مستمر ومتعمد للمرافق الطبية خلال السنوات الماضية في سوريا، وأن المتورط في هذه الهجمات كان جهة واحدة.

وتابعت: "رغم أن هذا الأمر مروع تماما، إلا أن لدينا سؤالا آخر: إذا كانت الأمم المتحدة تعتقد أن هذا (تسليم الإحداثيات للروس) سيساعد، فلماذا انتظرت 7 سنوات للقيام بذلك؟".

واعتبرت "بيلز" أنه ما من مبرر إطلاقا لتسليم الإحداثيات إلى الروس، اللهم إلا إذا كانت الأمم المتحدة تريد أن تختبر بوتين وبشار، ومدى جرأتهما على استهداف نقاط طبية باتت معروفة لهما بدقة، ولكن حتى هذا المبرر يبدو في قمة الإثارة للسخرية، والأشد بعدا عن الواقع.

وفي إطار تفنيد ما ذهب إليه المسؤول الأممي الرفيع "إيجلاند" من الإيحاء بأن خطوة تسليم الإحداثيات جاءت بطلب وموافقة من المنظمات القائمة على تلك المرافق، شددت "بيلز" على أن الأمم المتحدة "قبضت" تعهدات الروس (بعدم ضرب المشافي) بمنتهى السذاجة ودون أي تحفظ عليها.

ومضت الصحافية المتابعة في كشف أوراق التواطؤ الأممي، حين قالت إنها فرغت للتو من قراءة سلسلة رسائل بريد إلكتروني تعود إلى الشهر الماضي، حيث يصف أحد كبار موظفي الأمم المتحدة في دمشق الموظفين الطبيين في الغوطة الشرقية بأنهم كاذبون، وأن روايتهم للأحداث هي "ادعاءات لا أساس لها" لأنها تتناقض مع رواية موظفي المم المتحدة في دمشق.

وعادت "بيلز" لتؤكد أن تسليم الإحداثيات للروس تم منذ عدة أسابيع، ومع ذلك فقد تم استهداف مرافق طبية يعرفها الاحتلال الروسي بدقة.
وخلصت إلى القول: "يقول يان إيجلاند إن الأمم المتحدة تضمن الآن أن المواقع التي تمت مشاركة إحداثياتها هي مرافق إنسانية، وستقوم بنشر وإدانة أي هجمات عليها. هذا أمر يفقتد لأي معنى في ظل 7 سنوات من الحرب المروعة، تخللتها مئات الهجمات على المستشفيات".

زمان الوصل
(107)    هل أعجبتك المقالة (108)

ابو تحسين

2018-03-24

لو بدلتم كلمة جرائمها بأخطاءها لكنتم اكثر انصافاً لكم امنياتي الطيبة.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي