بعد دمار منازل الرقة.. "مادام ضاع القفل شنسوي بالمفتاح"

من ريف الرقة - ناشطون

يردد أهالي "الجزيرة" السورية والعراق جملة أمست مثلاً يقول "إذا ضاع القفل شنسوي بالمفتاح؟!" يبدو أنها تجسدت في "سالم العزو" الذي فقد منزله في "حي الدرعية" خلال معركة انتزاع مدينة الرقة من يد تنظيم "الدولة الإسلامية".

ويقول السالم (60 عاما) إن منزله البسيط دمر تماماً بعد انهيار بناء مجاور مؤلف من خمسة طوابق عليه نتيجة غارة جوية استهدفت قناصا على سطح البناء، فتحول البناء والمنزل إلى كومة ركام تحتاج لمبالغ طائلة فقط لرفعها.

بعد نصف عام على نهاية المعارك في الرقة، ما زال "العزو" والآلاف من أبناء مدينته ينظرون إلى ركام منازلهم يسد الشوارع نتيجة حرب ليس لأهل المدينة ناقة فيها أو جمل، لكن أحداً من قوات التحالف أو غيرها لم يعلن عن شروعه بتعويض السكان عن دمارها على الأقل لتستطيعوا بناءها من جديد ضمن مشاريع إعادة الإعمار، التي تقتصر حتى الآن على تعويض الجسور على أطراف المدينة بجسور حديدة "إسعافية" وفتح بعض الشوارع الرئيسة أمام السيارات وترقيع شبكة المياه والصرف الصحي.

وكانت الورشات التابعة لميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" ومجلسها المدني، أعلنت انتهاء أعمال رفع الأنقاض من أحياء "المشلب" و"الدرعية" و"الرميلة" ومناطق "القوتلي" و"سيف الدولة" "23 شباط" و"هشام بن عبد الملك" و"السور" و"شارع القطار" و"شارع تل أبيض"، وسط عودة تدريجية لبعض العائلات من مخيمات الريف.

تجاهل تعويض السكان عن تدمير بيوتهم يضاف إليه قلة الخدمات وعمل الجمعيات والمنظمات في القرى المتضررة بالريف، ففي بداية الحملة العسكرية باتجاهه دمرت القوات المتقدمة وقصف التحالف الدولي قريتي "المشيرفة" (أم البراميل) و"حويجة الغازلي"، فعاد أهلها بعد انتهاء المعارك ليبنوا خياما قرب أنقاض منازلهم وسط أنباء عن إعادة الأهالي بناء مسجد "الغازلي" المدمر من جديد.

مؤخراً نشر نشطاء محليون شريط فيديو قالوا إنه يظهر عودة بعض أهالي "الحويجة"، وهي قرية صغيرة مكونة من 94 بيتا ومدرسة، إضافة إلى مسجد على ضفة نهر "البليخ" جنوب طريق حلب- الحسكة الدولي، حيث كانت مسرحاً للعمليات العسكرية منذ صيف العام 2015 فلم يبق منها سوى المدرسة و4 منازل، بعد أن طال الخراب مسجدها وباقي البيوت.

ويجهد أهالي الرقة وريفها بإعادة إصلاح ولو بعض غرف منازلهم كي يسكنوها، ويرى الأهالي في عمليات رفع الأنقاض مجاناً عملاً يشكرون عليه المنظمات -في غالبيتها أمريكية- رغم أن طيران التحالف الذي تقوده واشنطن هو المسؤول عن تدمير المساكن إلى جانب البنى التحتية من جسور وعشرات المدارس والمساجد في الرقة.

الميليشيات التي يقودها حزب "الاتحاد الديمقراطي" ضمن "قوات سوريا الديمقراطية" سمحت بعودة أهالي قرية "جويس" و"أبو دلة" في شباط/فبراير 2017، وأهالي قرى "الهيشة"، و"الطويلعة"، و"صيدا"، "الحدريات" و"الشبل" و"لقطة" و"الحرية" في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت بعد سيطرتها عليها ضمن حملة عسكرية أطلقتها ضد تنظيم "الدولة" في تشرين الثاني/نوفمبر 2016.

زمان الوصل
(95)    هل أعجبتك المقالة (108)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي