أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في عيد الأم.. قذائف الأسد تخلط دماء "أم هشام" بحليب جلبته لأحفادها

صبرية مريم - زمان الوصل

خرجت "أم هشام" من الملجأ باحثة عن حليب لأطفالها وأحفادها فقضت جراء قذيفة استهدفت شارع "القوتلي" في "دوما" يوم أمس الذي صادف "عيد الأم"، لتتحول المرأة الخمسينية إلى قصة جديدة من قصص الحرب التي لم تبقِ ولم تذر.

وانتشرت صورة الأم الشهيدة ملقاة على رصيف الشارع الواقع في وسط المدينة الملقبة بـ"أم الشهداء" بملاءتها الدومانية، وقد انسكب الحليب الذي جلبته إلى جانبها. 

وروى "هشام سرية" ابن الشهيدة لـ"زمان الوصل" أن والدته وتدعى "صبرية مريم" 54 سنة نزحت من بلدتها "دير سلمان" بريف دمشق مع عائلتها في نيسان أبريل/2012 بعد تعرض البلدة لاقتحام من قوات النظام واستقرت في "سقبا"، ثم لم تلبث أن انتقلت العائلة إلى "حرستا" و"القنطرة" ثم "مسرابا"، وأثناء الحملة الأخيرة التي شنها النظام على أهل الغوطة نزحت إلى "دوما"، لتسكن مع أولادها وأحفادها في قبو.

وبتاريخ 21 /3/ 2018 ومع توقف القصف -كما يقول محدثنا- خرجت من القبو لتجلب حليباً لهم، فأصابتها شظايا قذيفة قضت على إثرها.
وكشف "سرية" أنه كان يمر من شارع "القوتلي" فرأى بقعة دم وسأل أهل المنطقة عما جرى، فقيل له إن قذيفة سقطت واستشهدت امرأة جراءها، فعرف أن الضحية والدته، لتعرفه على حذائها، لأن جثتها كانت نُقلت إلى نقطة طبية قريبة، وعندما ذهب إلى هناك تأكد من الأمر.
وكشف محدثنا أن للشهيدة شقيقين قضيا بنيران الأسد هما "رياض مريم" و"عز الدين مريم" وأربعة أبناء وخمس بنات، مضيفاً أن والدته رفضت الخروج من بلدتها "دير سلمان" تشبثاً بأرضها، موضحا أنه كان لديها أمل بانتهاء الحرب وعودة أبنائها الغائبين.

وعلّقت الناشطة "تسنيم الدمشقية" على صورة الأم الشهيدة: "تبعثر اللبن... واختفت الأنفاس... وفاضت الروح مودعةً عالمً قاس".
وتابعت: "لربما خرجت من الملجأ كي تحضر بعض الطعام لأولادها أو أحفادها... لكن قذائف الغدر كانت بالمرصاد..فذهبت برحلة أبدية طويلة...لن يراها ذووها إلا في الأحلام ولم يتبق إلا الذكريات".

وختمت الناشطة الدمشقية: "هكذا يخطف المدنيون في الغوطة.. هنا دوما أٌم ارتقت على مذبح العالم الدولي في عيد الأم".

زمان الوصل
(163)    هل أعجبتك المقالة (178)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي