أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

محمد المحاميد .. الشهيد الذي وُضع في ثلاجة الموتى حياً وكتب وصيته على جدرانها بدمائه

المحاميد

"وضعوني هنا حيا.. أني عايش هسع (الآن)، ورح أموت بعدين... بس بعدني بدي الحرية، أمانة سلمولي على أمي"، تلك الكلمات الأخيرة التي خطها الشهيد "محمد أحمد أبو العيون المحاميد" بدمه على حائط البراد الذي وضع فيه وهو على قيد الحياة قبل أن يفارقها في 23 آذار من عام 2013 وبقيت الوصية لتلخص سيرة حياة أحد شهداء درعا الذي مات ببطء دون أن يشعر به أحد، ولكنه "جعل من قدره أسطورة تدهش ضباط النظام لشجاعته بانتظار الموت، وموقفاً تهتز له درعا بجدرانها وترابها" كما يقول عم الشهيد الشاعر "خالد المحاميد".

ويروي "خالد" لـ"زمان الوصل" أن عمه "المحاميد" الذي ينحدر من بلدة "العباسية" بدرعا البلد هرع لنجدة المحاصرين في المسجد العمري وشاهد شقيقه "مالك المحاميد"، وقد أصيب فركض لإنقاذه، ولكن لم يلبث أن أصيب هو برصاصة في بطنه في ذات اللحظة فاختطفه مرتزقة النظام على عادتهم في خطف الجرحى والشهداء من الشوارع أو المشافي الحكومية ونُقل –كما يقول محدثنا- إلى ثلاجة مشفى درعا الوطني التابع للنظام وكان لا يزال حياً، وبدل علاجه وضع في ثلاجة الموتى وحين صحا من غيبوبته كتب على جدار الثلاجة بدمه وصيته الأخيرة التي كانت بمثابة عهد بالدم بعدم نسيان الثورة وما قام به شهداؤها الأوائل.

وروى الشاعر "خالد" أن ذوي "محمد" حين طلبوا إخراجه من ثلاجة المستشفى ورافقهم كالعادة أحد الممرضين للتعرف على الميت، وحين سحبوا الجثة –كما يقول-اكتشفوا أنه متكوّم على نفسه من شدة البرد، وعرفوا أنه كان حياً وربما توقعوا أنه ترك أثراً للدلالة على أنه كان حياً وشاهدوا ما كتبه على جدار الثلاجة ليرووا لأقاربهم ومعارفهم ما حصل فيما بعد.

"المحاميد" لفت إلى أن ابن شقيقه الشهيد كان يعمل سائقاً لسيارة شحن بعد أن أكمل تعليمه المتوسط في مدارس درعا وينتمي لأسرة يتسم أبناؤها بالتواضع والسماحة وعزة النفس.

ويصفه بأنه كان إنساناً طيباً حنوناً خدوماً محبوباً كريماً وصاحب كلمة وهذه شهادة جميع من عرفه من أصدقائه وأبناء الحي الذي عاش فيه، مضيفاً أن والده توفي في وقت مبكر من حياته، فتولت والدته وشقيقه الأكبر تربيته حسب التقاليد العائلية المتشددة أحياناً من الناحية التربوية.

وكشف محدثنا أن الشاب الشهيد كان في مقتبل عمره يهوى الصيد ويقضي أغلب أيام إجازته في البر يصطاد الطيور أو السمك.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(176)    هل أعجبتك المقالة (167)

سوري حر

2018-03-22

الله يرحمه بطل حقيقي. لكن للأسف ونتمنى من الموقع النشر ، درعا ... الثورة السورية فمنذ أوسط 2013 توقفت العمليات الحربية في درعا تماما، وإطلاق الرصاص صار حصريا في الأعراس الحورانية. يبدو أن أهل درعا توصلوا إلى هدنة سرية مع النظام ، بحيث تم ايقاف القصف على كامل حوران مقابل إيقاف الثورة فيها وهذا ما حصل للأسف. لم تطلق درعا رصاصة واحدة نصرة لمدينة حلب أو الغوطة أو دوما. التاريخ لن يرحم الخونة الحوارنة والأيام بيننا..


ابو عبيدة

2018-03-22

الله يرحموا ويتقبله بهكذا ابطال يصنع النصر.


خالد المحاميد

2018-03-22

عم لشهيدين محمد ابو العيون المحاميد وشقيه مالك وعم الشهيد محمد عبد الرجمن ابو العيون وخال لشهيد وعم لمفقود وقريب لعشرات الشهداء في درعا البلد أضاقت الأرض لما مالكاً رفعوا على الأكف شهيدا أم بكت عتبا وهل تناثر من نوح الجمام صدى لما محمد في اكفانه احتجبا القصدة نرت سابقا في زمان الوصل.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي