تحت رايات تجسد الانقسام السياسي..أكراد الجزيرة السورية يحتفلون بالنوروز

احتفل أكراد الجزيرة السورية يوم الأربعاء بعيد "النوروز" (عيد الربيع) في تجمعات تجسد الانقسام السياسي على الساحة الكردية، فارتفعت رايات حزب "الاتحاد الديمقراطي" في أماكن احتفال يحرسها مسلحو ميليشيا "آساييش"، في حين ارتفع العلم الكردي (علم إقليم كردستان العراق) في أماكن الاحتفال التقليدية على سفوح الآكام وقرب البحيرات والينابيع.

ونظمت إدارة حزب "الاتحاد الديمقراطي" احتفالات "النوروز" تحت شعار "مقاومة عفرين ستصبح نوروز الشعوب" على تلة "مشتى نور" المشرفة على مدينة عين العرب -كوباني من الجهة الجنوبية، يحضرها المحتفلون من أهالي "تل أبيض" و"منبج" و"الطبقة" و"عين عيسى"، و"سلوك"، و"صرين"، فيما نظمت احتفالات النوروز بساحة المحافظة وسط مدينة الرقة.

وحددت الإدارة الكردية مدة احتفالات "النوروز" 2-3 قرب سد الحسكة الجنوبي لأهالي مدينة الحسكة وفي قرية "هيمو" لأهالي القامشلي، وفي الملعب البلدي برأس العين لأهالي منطقتي "أبو رأسين" و"رأس العين"، فيما احتفل أنصارها من أهالي الدرباسية في قرة "الخاص".

كما حددت الملعب البلدي مكانا لاحتفالات أهالي المالكية/ديريك، وقرية "حلاق" قرب "معبدة" للمحتفلين من أنصارها في "اليعربية ومعبدة والجوادية".

لكن الأهالي وخاصة من التيار البرزاني (نسبة للملا مصطفى البرزاني) فضلوا الاحتفال في الأماكن التقليدية بقرى "السويدية" و"حياكا" و"سد بورزة" و"تل افندي" و"بياندور" وقرية "دقوري" و"تل جول بستان" وينابيع الخابور وغيرها من المناطق. 

وكانت قيادة ميليشيا آساييش (الأمن الكردي ضمن إدارة PYD الذاتية)، أصدرت بياناً طلبت فيه من السكان بالابتعاد عن التجمعات غير المنظمة (خارج المدن والمناطق المحددة) والامتناع عن اصطحاب الأسلحة الشخصية إلى مكان الاحتفالات وعدم إطلاق النار والمفرقعات، وحظرت تجول الدراجات النارية والشاحنات والصهاريج في المدن بين يومي 19-22 آذار/مارس 2018.

ويخشى الأكراد من عبور سيارات مفخخة إلى مناطق التجمعات والاحتفالات، كما حصل عشية احتفالات النوروز العام الماضي في مدينة الحسكة، حيث استهدفت مفخخات لتنظيم "الدولة الإسلامية" تجمع المحتفلين حول شعلة النار في 20 آذار/مارس/2015، ما أوقع عشرات الضحايا والجرحى.

ويعتبر يوم 21 آذار مارس من كل عام بداية الربيع ورأس السنة الكردية، ومن طقوس الاحتفال لدى الكرد بناء الخيام في مناطق مخصصة قرب إحدى الأكمات أو نبع ماء وسط البساط الأخضر، ثم يتوافد الرجال والنساء والأطفال مع بزوغ الصباح من البيوت إلى الطبيعة وتحضير الأطعمة التقليدية، وتحولت في السنوات الأخيرة إلى مهرجانات غنائية ومسرحيات تؤكد على الهوية القومية للمحتفلين.