أجمع إعلاميون سوريون وناشطون على الرفض القاطع للسلوكيات (تعفيش) التي ارتكبها بعض العناصر المحسوبة على "الجيش السوري الحر" من في مدينة "عفرين"، داعيا إلى وجوب محاسبة كل من قام بمثل هذا الفعل المدان جملة وتفصيلا.
وسيطر الجيشان السوري الحر والتركي على "عفرين" أمس بعد شهرين من بدء الحملة على المنطقة التي كانت تسيطر عليها ميليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي (pyd)، الذي يعد النسخة السورية لحزب العمال الكردستاني (pkk) المصنف على لائحة الإرهاب.
الإعلامي السوري "محمد العبد الله" دعا الى وجوب إحالة كل من قام بعملية سطو إلى "محكمة ميدانية"، وكتب على صفحته في "فيسبوك": "كل من قام بالسطو أو التعفيش في مدينة "عفرين" يجب أن يقدم لمحكمة ميدانية عاجلة وينال ما يستحقه من عقاب"، فيما عبر الصحافي "محمد منصور" عن اشمئزازه مما حصل وعبر عن ذلك بقوله: "أدين بكثير من الاشمئزار عمليات التعفيش في عفرين، وأعتبر أن كل من سطا على علبة كبريت هو لص وسارق أيا كانت هويته وانتماؤه وفصيله".


وأضاف في تدوينة له: "طرد ميليشيا البي كي كي والبي يي دي التي بدأت مسلسل الاعتداء على المناطق العربية وتهجير أهلها، وسنت سنن الاعتداء على الجوار حين كانت مأخوذة بأوهام القوة المتغرطسة وأنها صارت حليفة للروس والأمريكيين لأن العرب غير موثوقين في الحرب على الإرهاب، كما كان يردد بعض المخدوعين الحمقى، لا يبرر سلوك التعفيش المشين، ولا تهجير أهالي عفرين من أرضهم وبيوتهم، فهم أصحاب أرض أصلاء.. والمعركة لا يجب أن تكون ضدهم".
بينما كتب الصحفي "مصطفى السيد" "الحرامية أمة واحدة .....هدفهم الاول سرقة جهد الناس وعرقهم وكد حياتهم".
وأضاف على حسابه في "فيسبوك" "من سرق أبقار تلدو ومصاغ النساء في صيدا وجنى عمر الفلاحين في تلبيسة ومتاع بيوت تل رفعت وفرش بيوت الحماصنة، وجرارات عفرين واحد. كل هذه الحرب انطلقت بهدف التعفيش".
وكتب الشاعر السوري "فرج بيرقدار" "رفع الأعلام التركية فوق العديد من المباني في عفرين ليس هو المؤشر الأول على أن تركيا قوة احتلال، وتحطيم تمثال كاوا الحداد ليس هو المؤشر الأول على ظلامية العقلية التي تتحكم بالسياسة التركية. هي نفسها عقلية من حطم تماثيل بوذا وأبي العلاء المعري وابراهيم هنانو. لكِ التعافي عاجلاً يا عفرين، والتعافي العاجل لمثيلاتك".
* من سرق تيسا
الصحافي "عدنان عبد الرزاق" وفي منشور مطول عبر "فيسبوك" عن رفضه لعمليات التعفيش مضيفا بعض التصورات الأخرى حول الموقف من التطورات حددها في عشرة بنود فكتب: "ثمة خلط حاقد ومتعمد بمشهد عفرين اليوم.

1- لم يكن علم سوريا مرفوعا بعفرين، وإن تم رفعه فإلى جانب العلم الأصفر الانفصالي والروسي والأمريكي والاسرائيلي إن اقتضت الضرورة..والتركي عند الحاجة أيضا.
2- كانت عفرين مغتصبة من حزب تركي انفصالي، وكان المغتصب يصادر حقوق وحريات أهلها السوريين.
3- لا أرحب وأدين وأحزن لأي علم يرفع على أرض سوريا، وأخص أعلام المحتلين ومن ثم الأعلام الانفصالية، من سوداء وصفراء.
4- حالات الجهالة بتهديم تمثال كاوا والسرقة، أفعال حقيرة ومدانة وتنم عن تخلف ودناءة، ولابد من محاسبة التافهين وعودة المسروقات لأهل عفرين المحترمين.
5- لا أرى مبررا لكل الأحقاد والنعوت التي قرأناها، والتي إن دلت، فعلى الأرجح عن فشل حلم كاتبيها بالانفصال وخيبتهم بمن غرر بهم وبقسد وبي كا كا وبي يي دي، والمشهد يتكرر من العراق فسوريا مرارا..والملفت استمرارهم بالتغرير بالشعب الطيب.
6- هذه الأحقاد وتبادل الاتهامات عمقت الفجوة، وإن افتراضيا على الأقل، فمن سرق تيسا فهو تيس لاشك، ولكن لا ضرورة لزج النسوة بالأمر، ومن دخل عفرين جندي يمثل أهداف الحملة التي قادتها تركيا، وليس الثورة أو العرب والسنة والمسلمين والمسيحيين واليهود، فهذا الخلط لتمرير الأحقاد والإساءات، مرفوض ومدان.
7- تم اليوم وبذكرى الثورة، زيارة الأسد الوريث للغوطة ونجاح المافيوي بوتين بولاية رابعة وقتل أخي غياث مطر تحت التعذيب وقصف دوما بشكل هيستيري حاقد والأعداد لمصالحة بين الأسد وسراق تمثيل حرستا...وتتم التغطية على كل تلك الأحداث وتشتيت السوريين.
8- عفرين سورية وهي كسرمين كقطعة مني، ولكن ثمة حثالة لم نسمع لهم صوتا رغم كل ما جرى بادلب والغوطة وغيرهما، خرجوا اليوم من جحورهم ليرشقوا بأحقادهم منذ سقيفة بني ساعدة حتى اليوم. وللتنويه هم ليسوا من إخوتنا الأكراد.
9- من لا يرى بكل علم يرفع على الأرض السورية تعد واحتلال، فلديه مشكلة وفق ألطف الألفاظ، ولكن من يسكت عن محتل ويرحب بآخر ويشتم الثالث، فهو وضيع ومتكسب، أيضا بألطف الألفاظ.
10- أخيرا، ثمة سفلة ومتقنعين بعباءات المعارضة، هم أكثر حقدا على سوريا والسوريين، من الأسد وأوجلان وبوتين، وحينما يضطرون لادانة الأسد أو الروس..فيضعون شتائم للثورة والثوار والاسلام ضمن حديثهم ومنشوراتهم، من قبيل التوازن وارضاء عقائدهم وأوهام جداتهم".
من جهته انتقد الإعلامي "يزيد عاشور" هدم تمثال "كاوا الحداد" وقال: "كاوا الحداد أهم رمز ثقافي عند الكورد، حيث يحتفلون به كل سنة وتترافق تلك الاحتفالات مع عيد النوروز، أي غباء يدفع لهدم تمثال كاوا في عفرين؟ هذه ثقافة شعوب لا علاقة لها بالأحزاب، ماذا لو كانت الشمس ضمن ثقافة الكورد ؟، ماذا لو كان (رع ) آلهة الشمس كوردي؟ هل ستطفئون الشمس؟ كما لو أن بعض الأغبياء يعتقدون أن كسر البزق سيمنع الكورد من الغناء".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية