في ذكرى الثورة.. النظام يفجع أسرة "غياث مطر" بخبر استشهاد ابن آخر لهم تحت التعذيب

غياث وحازم مطر

فيما تدخل الثورة السورية ربيعها الثامن، أتى الخبر.. خبر كالصاعقة على كل من عرفوا الشاب وتاريخه وأهله وأخاه.. أخاه الذي صار أيقونة من أيقونات هذه الثورة من يوم أن حمل الماء والورود لجنود النظام ورجال مخابراته؛ فردوا عليها باعتقاله وتعذيبه وقتله.

فقد تلقت أسرة "مطر" الديرانية قبل ساعات، نبأ استشهاد ولدها "حازم مطر" في سجن صيدنايا تحت التعذيب، حيث قضى الشاب في 13/12/ 2017، حسب ما قال والد الشهيد "تيسير مطر" على صفحته في منشور مقتضب.

واعتقل النظام "حازم مطر" في 7 شباط/فبراير 2012، ثم اعتقل أخاه "أنس" الذي يصغره بعام، بتاريخ 12/8/2013، ليكون اعتقالهما بمثابة "ثمن" مستحق الدفع عند نظام عرف منذ عهد حافظ بسياسة الانتقام الجماعي. 
وكان "غياث" باكورة أبناء أسرة مطر ممن دفعوا حريتهم وحياتهم ثمنا للحرية والكرامة التي خرجوا ينادون بها ويطلبونها لكل السوريين، قبل اعتقاله بتاريخ 6 أيلول/سبتمبر 2011، ثم تسلميه عقب 4 أيام إلى ذويه جثة هامدة.

وعرف "غياث" بمسارعته للمشاركة في المظاهرات السلمية التي خرجت في منطقة داريا، ومساهمته في توزيع الماء والورود على عناصر أمن النظام، رجاء أن تجد هذه الخطوة الاستثنائية مفعولها في تخفيف معدل العدوانية والتوحش اللذين أبداهما النظام منذ اللحظات الأولى لانطلاق الثورة.

"غياث مطر" الذي لقب بعدة ألقاب منها "غاندي الصغير".. ربما لا يعلم كثيرون أنه كان شابا حرفيا (يعمل في صناعة المفروشات) لم يكمل تعليمه إلا إلى الصف التاسع، ومع ذلك فإن هذا الشاب الذي ولد في 1986، وكان "عريسا" جديدا لم يمض على زفافه وقت طويل، أبى إلا الانخراط بفعالية في المظاهرات المنادية بالحرية منذ لحظتها الأولى، واختط لنفسه مع رفاق آخرين منهجا من الصعب أن يسقط من الذاكرة، بغض النظر عن ردة فعل النظام تجاه هذا المنهج، وهو النظام الذي أثبت لكل العالم تصميمه على قتل وتشريد السوريين المناوئين له، أيا تكن اليافطة التي يحملونها والتيار الذي يتبعونه.

زمان الوصل
(174)    هل أعجبتك المقالة (185)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي