"والله أصبت وفقدت عيني اليسار...الحمد لله... وما بعرف شي عن أهلي"، بهذه الجملة اختصر الصحفي "غيث العربيني" حاله وربما حال معظم شباب غوطة دمشق الشرقية مع استمرار هجوم قوات النظام وحلفائها الروس والإيرانيين على بلداتها منذ أكثر من شهر.
حديث "غيث" جاء بعد عودة الاتصال، الذي انقطع عقب غارة جوية استهدفت قبو منزله في بلدة "سقبا" قتلت اثنين من جيرانه ودمرت الأبنية المحيطة، كما دمرت ألواح الطاقة الشمسية، وهي مصدر وحيد للطاقة يجعل "غيث" ورفاقه الصحفيين والنشطاء في مجال الإعلام قادرين على التواصل مع الصحف والمؤسسات، التي يعملون بها.
وقتها كان حديث "غيث" يتركز حول تدهور الوضع الإنساني والعسكري في بلدات الغوطة الشرقي مع بدء قوات النظام والميليشيات اقتحام "سقبا" تحت غطاء جوي روسي، محققة تقدما كبيرا عبر فصل مدينة "دوما" عن الغوطة و"حرستا" عن "دوما" وباقي بلدات الغوطة وهي "عربين" و"حزة" و"زملكا" و"عين ترما"، وحي "جوبر" الدمشقي المجاور لها.
مع شراسة هذا الهجوم كانت عين الصحفي اليسرى تعاضد أختها اليمنى لتنقل الحقيقة من تحت القصف على سطح الأرض، ومعاناة الأهالي من تحت الأرض في أقبية النجاة، فيقول: "أهلي وضعتهم في قبو كان بايكة (حظيرة حيوانات) على التراب خوفا من القصف، وذلك بعد تنظيفه من الروث ثم مددنا السجاد وجلس فيه نحو 100 شخص من أفراد عائلتي والجيران، مبينا أنه من أقل الأقبية اكتظاظا في المنطقة، فبعضها يحوي 100 عائلة تعيش وسط نقص حاد في الغذاء والشراب.
وحسب الصحفي المصاب، فإن نقص الغذاء في الأقبية، بسبب إغلاق الأسواق نتيجة الهجوم العنيف وأيضا عدم امتلاك الأهالي المال لتوقف الأعمال والحركة التجارية نهائيا، بسبب كثافة القصف وتدمير الكثير من الأبنية والمحلات التجارية.
النظام وحلفاؤه قصفوا الغوطة الشرقية بقنابل النابالم والفوسفور الحارقة، في البداية يقصف الطيران المروحي ببراميل متفجرة وتعاود المقاتلات الحربية قصف المكان عينه ثم يدك بقذائف حارقة وقصف صاروخي ومدفعي، لتسقط أكثر من 100 قذيفة خلال ثوانٍ، ضمن سياسة الأرض المحروقة" التي اتبعتها هذه القوات المدعومة من روسيا للسيطرة على بلدات "سقبا" و"كفربطنا" و"حمورية" و"جسرين"، وفق ما شاهده الصحفي بعينه قبل أن يفقدها.
وبدأت الحملة العسكرية الشرسة على الغوطة الشرقية بتاريخ 15 شباط فبراير 2018 راح ضحيتها أكثر من 1000 مدني بينهم عشرات الأطفال والنساء، هذا عدا آلاف الجرحى، نتيجة استخدام المهاجمين جميع أنواع الأسلحة حتى المحرمة دولياً كالنابالم والفوسفور والقنابل العنقودية والغازات السامة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية