أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحسكة.. "الظاهرية" أنموذج للتضحية في بدايات الثورة السورية

أرشيف

بعد 7 سنوات بذل خلالها الثائرون ضد نظام بشار الأسد وحكم عائلته التضحيات الجسام على مذبح الحرية، تأتي ذكرى اندلاع الثورة السورية ومازالت الآلة العسكرية الهمجية تغرف من دماء الشعب السوي دون أن يردعها قانون وضعي أو سماوي، فاستمر القتل في الغوطة الشرقية بسكاكين منتهى أهدافها إسكات كل حنجرة تذكّر العالم بآذار مارس/2011.

هذا التزامن بين ذكرى "ثورة الكرامة" وبين حملة حلفاء الأسد العسكرية الوحشية على "غوطة دمشق"، يدفعنا دفعاً لاستذكار أوائل المضحين بأرواحهم لتكون مشاعل تنير دروب "الحرية الحمراء"، فيما تكفل الدماء الزكية استمرار توقدها ما دام الظالمون على ظلم الناس، رغم كثرة الخانعين والخائفين.


هي صورة تنطبق تماما على عصبة "شهداء الظاهرية،" الذين جسدوا أسمى معاني الثورة حين انبروا لمقاومة جحافل الطغاة، مدافعين عن قريتهم صيف عام 2012، ولم تكن وقتها محافظة الحسكة قد انضمت إلى الكفاح المسلح بعد.

يوم 24 تموز يوليو الموافق 5 رمضان شنت قوات النظام المنتشرة بمحيط القامشلي بمهاجمة قرى "قبيلة زبيد" والمتواجدة في منطقة "الجودية"، وتركز الهجوم على قرية "الظاهرية" الثائرة نتيجة مقاومة 10 من شبابها الأبطال بأسلحة خفيفة المئات من عناصر قوات النظام وميليشيات المرتزقة مدججين بأسلحة ثقيلة، ممن هاجموا القرية بمساندة الطائرات من 4 محاور الأول من جهة بلدة "الجوادية" والثاني من بلدة "اليعربية" والثالث من جهة القامشلي والرابع من جهة طريق الحسكة.

عصبة من 10 شبان قاوموا منذ ساعات الصباح حتى الظهر دفاعاً عن قريتهم، لتصمت البنادق بسبب نفاد الذخيرة فروت دماؤهم الزكية تراباً تربوا على حبه، عندما سقط 8 من الثوار شهداء وأصيب الآخران لتأسرهم قوات النظام والميليشيات المساندة لها في صفحة من صفحات التضحية الكثيرة خلال 7 سنوات من نضال لم يفتر يوماً.


انتهت المعركة غير المتكافئة لتعتقل قوات النظام نحو 18 شابا من أهالي القرية ظلماً، بعد ذلك أصبحت القرية مصدرا يشعل جذوة الثورة في نفوس شباب القبائل من "شمر" و"البني سبعة" و"زبيد" وغيرها في مناطق "الجوادية" و"اليعربية" و"القحطانية" و"تل حميس" شمال شرق الحسكة، حتى خرجت قرية "الظاهرية" عن سيطرة قوات النظام التي انسحب إلى داخل مدينتي الحسكة والقامشلي، بعد السيطرة على "تل حميس" و"اليعربية" ربيع 2013 لكن مسلحي حزب "الاتحاد الديمقراطي" عادوا منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر 2013 لبسط نفوذهم عليها بسيطرتهم على معبر "اليعربية" قبل أن تتحول المنطقة لحلبة صراع بين مسلحي الحزب وبين تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي خسر معظم مناطقه في المحافظة لصالح مسلحي الحزب المدعومين أمريكيا.

شهداء "الظاهرية" هم: 
- عبد الكريم ياسين العبود الزبيدي
-عدنان الحنظل الزبيدي 
-غزوان الحنظل الزبيدي
-عبد الله الحنظل الزبيدي 
-حسين العطية الزبيدي 
-فاضل الجربا الشمري 
-حسام الخضر الزبيدي
-عبد العظيم الطائي 
الأسرى: 
-حسن عايد العلي الزبيدي
-محمد جمعة السلوم الزبيدي.

الحسكة - زمان الوصل
(175)    هل أعجبتك المقالة (161)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي