عادت ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" إلى استخدام علم الثورة السورية، الأمر الذي اعتبره ناشطون مرواغة لتغطية تصرفاتها المحكومة بالاستراتيجية الأمريكية في سوريا، وذلك بعد فشل تجربتها في استخدام راية نظام الأسد، الذي أرسل ميليشيات "اللجان الشعبية" للحصول على شرعية لسيطرتها على أراض سورية.
في بيان لها وصفت ميليشيات "جيش الثوار"، "لواء الشمال الديمقراطي"، "جبهة الأكراد"، "مجلس إدلب العسكري" المنضوية تحت لواء "قوات سوريا الديمقراطية" نفسها بـ"الفصائل الثورية العاملة ... تحت مظلة التحالف الدولي ...في محافظات حلب والرقة ودير الزور والحسكة"، مؤكدة أنها "نقلت مقاتليها من مناطق شرقي الفرات على الجبهات مع تنظيم "الدولة" بدير الزور، وأرسلتهم إلى جبهات "عفرين" في مواجهة الجيش التركي.
والملاحظ أن بين هذه الميليشيات "مجلس إدلب العسكري" ما يكشف أن "سوريا الديمقراطية" كانت تخطط لدخول إدلب بحجة وجود "هيئة تحرير الشام" التي تشكل "فتح الشام" (النصرة سابقا) أهم مكوناتها، والتي وصفتها الميليشيات في البيان بأنها نظير تنظيم "الدولة" غرب سوريا.
وأشارت الميليشيات إلى مشاركتها بمعارك "الرقة"، دون التطرق إلى إقصاء فصائل محلية كانت تتبع الجيش الحر كـ"قوات النخبة" و"لواء ثوار الرقة"، ولا حتى تقديم تفسير لغياب راية الثورة السورية عن إعلان السيطرة على مدينة الرقة في تشرين الأول أكتوبر/2017، حتى لو كانت راية لهذه الميليشيات الأربع، التي تصف نفسها بـ"الثورية"، رغم أنها -كما تبدو- استباق "وحدات الحماية الكردية" المعارك بإبراز ميليشيات وكتائب وألوية وهمية ترفع الراية الخضراء كعادتها حين تريد تبرير تصرف ما يرفضه السوريون وخاصة الداعمين للثورة.
وطرحت هذه الميليشيات على المجتمع الدولي خيارين هما: وقف عميلة "عصن الزيتون" التركية وسحب مقاتليها من جبهات تنظيم "الدولة" شرق سوريا، ثم قالت في البيان "إننا اليوم اخترنا وبعد ستة وأربعين يوماً التوجه إلى عفرين للدفاع عنها.... بعد عجز المجتمع الدولي عن مد يد العون لنا".
وفي الثلث الأخير من شباط /فبراير الماضي، انتشر المئات من عناصر ميليشيات "اللجان الشعبية" في "عفرين" بموجب اتفاق بين ميليشيا "وحدات حماية الشعب" ونظام الأسد، وهذا ما تناست ذكره ميليشيات "جيش الثوار"، "لواء الشمال الديمقراطي"، "جبهة الأكراد"، "مجلس إدلب العسكري" ولم توضح كيف ستقاتل جنباً إلى جنب معها ضد فصائل "الجيش السوري الحر" المدعوم تركياً.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، الكولونيل "روب مانينغ" قال أمس إن العمليات العسكرية ضد مقاتلي "الدولة الاسلامية" شرق سوريا توقفت بسبب تحول المسلحين الأكراد المدعومين من واشنطن إلى معركة منفصلة ضد القوات التركية، مشيراً إلى أن الغارات الجوية الأمريكية ضد التنظيم حول مدينة البو كمال مستمرة.
وبدأ الجيشان التركي و"السوري الحر" منذ 20 كانون الثاني يناير الماضي، عملية عسكرية واسعة ضد حزب "الاتحاد الديمقراطي" والميليشيات التابعة له في منطقة "عفرين" شمالي حلب.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية