طفلان شقيقان من الرقة يبتكران جهازا لمساعدة المرضى والمسنين في ألمانيا

توصل طفلان من مدينة الرقة يعيشان كلاجئين في ألمانيا منذ أكثر من سنتين إلى ابتكار جهاز لمساعدة المرضى والعجزة عند وقوع مشكلة ما.

وحصل الجهاز على المرتبة الثانية في مجال الإلكترونيات في المعرض الذي نظمته في مدينة "أرلنكن" الألمانية شركة "سيمنس" (Siemens) العالمية أكبر شركة في أوروبا في مجال الهندسة الكهربائية والإلكترونية الحديثة.

وتصدرت صور الطفلين "الريان" 12سنة و"لجين الغراوي" 10 سنوات أعمدة الصحف والمجلات الألمانية ومنها صحيفة "Höchstadt und sein um land" التي أشادت بنبوغهما وإتقانهما للغة الألمانية خلال فترة قياسية لم تتجاوز الشهرين رغم أنهما هاربان من الحرب. 

ينتمي "الريان" و"لجين" إلى عائلة رقاوية تهتم بالعلم والدراسة فوالدهما "ابراهيم الغراوي" مهندس ميكانيك ووالدتهما محامية ومعلمة لغة انكليزية، ومع بداية طرد تنظيم "الدولة" من الرقة كان "الريان"–كما يروي والده لـ"زمان الوصل"– في الصف الثاني فيما كانت شقيقته "لجين" في الصف الأول، وكان يهتم بدراستهما ويجلب لهما مدرسين خصوصيين في مواد الرياضيات واللغتين العربية والإنكليزية وبعد منع الدورات والدروس الخصوصية من قبل تنظيم "الدولة" لم يعد بإمكانه ذلك، وعندما جاءت العائلة منذ سنتين ونصف إلى أوروبا أكمل الطفلان تعليمهما في المدارس الألمانية بعد إتقانهما اللغة الألمانية.

ومنذ 8 أشهر بدأ الطفلان الشقيقان اللذان يقيمان في مدينة "أرلنكن" التابعة لـ"ميونيخ" بابتكار جهاز يساعد العجزة والمرضى المسنين الذين لا يعرفون استخدام الهاتف، واستوحيا الفكرة -كما يقول والدهما- من مراقبتهما لطائر وفراخه في عش على إحدى أشجار حديقة مجاورة لمنزلهما.

ويساعد هذا الجهاز المرضى والعجزة الذين يتعرضون لخطر دون أن يكون إلى جانبهم أحد يقدم لهم الإسعاف أو الرعاية أو الدواء.

والجهاز -كما يشرح محدثنا- عبارة عن دارة الكترونية تحتوي أزراراً ويحول الجهاز الطلب الذي يريده المريض أو العاجز إلى رسالة "sms" إلى الإنترنت أو جهاز الخليوي، وبمجرد وصولها يعرف الشخص المسؤول عنه أن المريض بحاجة لشيء معين.

ولفت محدثنا إلى أن الجهاز يعمل بثلاثة ألوان "أحمر" و"أخضر" و"أصفر" فاللون الأحمر يعني "أنا بحاجة لمساعدتك" واللون الأخضر "أنا جيد" واللون الأصفر "يسعدني قدومك لمساعدتي".

ويتم الضغط على اللون بحسب الوضع والرقم المخزن في الجهاز، وتمت إضاءة الأزرار لاستخدامها ليلاً، كما يمكن استخدامه عن طريق اللمس من قبل المكفوفين. 

ولقي الجهاز -كما يؤكد والد الطفلين- ترحيباً واهتماماً كبيراً أثناء عرضه في معرض للاختراعات الإلكترونية في مدينة "أرلنكن" الألمانية وتم منحهما المرتبة الثانية للاختراعات الإلكترونية.

ومن المقرر أن يشارك "الريان" و"لجين" باختراعهما في مسابقة دولية تُقام في 16 نيسان أبريل القادم في ألمانيا، ويطمح المبتكران الصغيران للعودة إلى بلدهما سوريا بعد انتهاء الحرب للمساهمة في بنائها والنهوض بها من جديد.