أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لعنة الله على القوم الخانعين ...حسن بلال التل

شعبي وبني أمتي سياسيي بلدي ووطني العربي الصغير قبل الإسلامي الكبير يا أمة تدعي أنها أمة النبي المجاهد اسمحوا لي أولا تسمحوا لكن لا أملك إلا أن أقول لعنكم الله قوماً أذلاء خانعين
منذ أيام ولا احد منكم يفعل شيئاً سوى متابعة الإذاعات والفضائيات ويتحسر ويشجب ويستنكر بينما يمسك بيده كوب الشراب الساخن وأمامه طبق من المكسرات يطحنها بين أسنانه بينما صواريخ اليهود تطحن عظام أهل غزة بمسلميها ومسيحييها بكبارها وصغارها وبين كل محطة ومحطة من دماء أهل غزة -ولن أقول أهلنا أو إخواننا في غزة لأننا لانستحق أن نسمى أهلاً أو إخوة لأهل غزة- بين كل محطة وأخرى نرى مسؤولاً من فتح يشتم آخر من حماس لنتبعها بصورة أخرى لمسؤول من الجهاد يهاجم آخر من القسام ومثلها عشرات من الصور لعشرات من المسؤولين والتنظيمات الفلسطينية في الداخل والخارج تقصف بعضها كلامياً من داخل أمن الجحور والمخابىء والملاجىء ومن وراء المكاتب الفخمة والطاولات المذهبة، بينما طيران اليهود والصهاينة يقصف بالحديد والنار أطفالاً وملاجىء مدنية ومدارس ومستشفيات ملآ بالعجزة والمرضى وأنصاف الموتى...
يقول الشاعر نجيب سرور واصفاً معاناته في زنانين التعذيب: (في إحدى المرات خدرني جلاديي واغتصبوني وبعد أن أفقت وجدتهم يهددونني بشريط مصور لهذه الواقعة فنظرت إليهم بسخرية وقلت إن مغتصبيّ ما هم إلا مرضى قذرون وما كنت حينها إلا ميتاً فكيف يكون هذا الشريط بأيديكم سلاحاً وكيف تتصورون أن أحد سيعتبره عاراً علي؟؟ بل ما هو إلا وسام شرف).....
وتمنيت أن يكون هذا حال أهل فلسطين وغزة فبينما الغزيّون محاصرون معزولون مقيدون تجد جلادهم السادي المريض يغتصب منهم كل حرمة لكن المصيبة الاكبر أن قادتهم نسوا أن يتضامنوا معهم ونسوا أن صمودهم كان ولايزال وسام عز وفخار، وتفرغوا للمناكفة بل حتى أنك تجد منهم من يقول -حتى ولو بشكل غير رسمي- أن هذا جزاء من وقف الى جانب هذا الطرف دون ذاك!!! ولا أملك امام هذا إلا أن أقول لعن الله هذا وذاك، ولعن كل شاجب ومستنكر، وكل قاعد أمام الشاشات ولا يغير من المنكر شيئاً لا بقلبه ولا بلسانه وبالتأكيد ليس بيده، لعننا الله فرداً فردا حتى نغير من المنكر شيئاً وبارك الله في غزة ودم غزة وأبناء غزة وجعل منهم شموس حق تظهر باطلنا وجعل دمهم الزكي وصمة في جبين كل منا تذكره مع كل طلعة شمس كم هو خانع وذليل
يا أهل غزة لاتصيحوا ولا تستغيثوا، لاتشجبوا ولاتستنكروا ، يا أهل غزة ما عاد فينا معتصم ولا بقي منا مسلم يا أهل غزة لاتنتظروا منا كثيراً أو قليلاً فلا أيدينا ستمد لكم، ولا دعاؤنا يقبله ربنا وربكم فما كان الله ليقبل من قاعد ولا كان لينصر خانع، يا أهل غزة موتوا صامتين واقفين كزيتونكم وتينكم وبحركم الذي ما شق عبابه إلا الغرباء فيما بنو جلدتكم من وراء الشاشات قاعدون
لا أدري ما أكتب ولا أعرف ما أقول... أأدعوا لهم أم أدعو علينا؟ أأبكي لهم أم أبكي علينا؟ أأمدحهم أم أشتم نفسي وكل من قعد مثلي ومثل الف مليون مسلم غيري؟
ربنا قد قلت في كتابك العزيز فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ربنا فأمتنا حتى لانرى ذلنا يكبر ودَمهم يسيل، ربنا أذلنا وأعزهم ، اقتلنا وأحيهم، شدد كربنا لكن فرج عنهم، ربنا إنا ظالمون فانتقم، وإنهم مظلومون فانتصر، ربنا قد انقطع الرجاء ومات الحياء وما بقي في العروق ولا في الوجوه لا ماء ولا دماء، ربنا ما عاد لهم إلاك فانصرهم وكن معهم واجعل جنتهم في الدنيا والآخرة واجعل جحيمنا في الدنيا والآخرة
وا ذلاه للعرب واذلاه لكل مسلم ..واذلاه شاهت الوجوه وقبحت النفوس ...واذلاه ما بقي فينا إلا قولة موعدهم الجنة ألا ان موعدهم الجنة وموعدنا بتخاذلنا الجحيم ...واذلاه إن غزة تقطر دماً وإنا لنقطر خزياً وعاراً ودناءة نفوس

(104)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي