تغافلت عن "جاره" تماما.. مشفى تحت نظر بشار يتحول إلى مسلخ

أرشيف

على خجل وعجل، نشرت إحدى صحف النظام مقالة قصيرة حول إحدى أهم المشافي في سوريا، والتي لاتبعد سوى كيلومترات قليلة عن "قصر الشعب"، ما يجعل هذا المشفى تحت نظر بشار حتى بالعين المجردة.

ووصفت الصحيفة مشفى الأطفال بأنه "مسلخ"، ,أن الدخول إليه لا يتم إلا "بالتدفيش واللبط"، ليُواجه زائره بصورة مفجعة في الداخل، حيث الأرضيات القذرة، والأوساخ المنتشرة في معظم أركان المنشأة التي يفترض أنها خصصت لعلاج الأطفال.

وليس ذلك فحسب، فجدران مشفى الأطفال ليست سوى لوحات صدأ تعلوها العفونة، وأنفاس مرضاه ومراجعيه تختلط برائحة الدماء التي لايكلف المسؤولون عن نظافة المشفى أمر إزالتها أو مسحها.

وفي هذا الجو السوريالي من القذارة، فإن "ملك الموت لايمر من هنا ويعود خائبا أبدا"، وفق تعبير الصحيفة، التي تؤكد أن الأطفال الذين يدخلون المشفى على أمل العلاج والشفاء لا يسلمون من الخروج محملين بأوبئة وأمراض قد تنسيهم مرضهم الأصلي.

القذارة الحسية في المشفى، يبدو أنها انعكست أيضا على نفوس معظم العاملين فيه، حيث تحولت الممرضات من "ملائكة رحمة إلى نقمة" بتعامل فج وفظ مع المراجعين، ممزوج بـ"منيّة".

ورأت الصحيفة أن معاملة الطاقم الطبي لمشفى الأطفال قد تتغير للأفضل "إن كنت مسنودا"، متسائلة: متى سندخل للمشفى ونشاهد أرضية نظيفة ونرى معاملة حسنة مع المواطنين؟، متى ستكترث إدارة المشفى بالنظافة العامة والشروط الصحية المناسبة وغرف الأطفال؟.

وختمت بتوجيه خطابها إلى "الجهات المعنية" طارحة سؤالا غريبا، فبدل أن تطالب الصحيفة بمحاسبة ومعاقبة كل من يثبت تورطه في ترسيخ هذا الوضع المزري، تساءلت إن كانت هذه الجهات "ستتخذ أي إجراءات لتحمي أطفالنا من مغبة الدخول للعلاج في مسشفى الأطفال".

وتمثل المقالة المكتوبة عن وضع مشفى الأطفال سقف "الحرية الصحفية" التي منّ نظام الأسد (الأب والولد) بها على إعلاميي سوريا، حيث يستطيع الصحافي أن يكتب معلقات في الوصف، ويندب وينوح، ولكنه لا يجرؤ على الإشارة إلى اسم أي مسؤول، حتى ولو كان هذا المسؤول من الدرجة العاشرة، اللهم إلا إن كان هذا المسؤول قد حان وقت طرده وإغلاق ملفه لدى النظام.

وإنه لمن المفارقة أن تمر هذه المادة عن وضع أحد مشافي النظام، والذي يعلم السوريون بما هو أفظع منه.. أن تمر دون ذكر "الحرب الدولية" و"المؤامرة الكونية" و"العصابات المسلحة" و"الإرهاب" الذي تسبب في كل ما تشهده سوريا اليوم.

ولكن المفارقة الأهم التي أغفلها المقال التذكير بها، هو أن مشفى الأطفال "جار" لمشفى المزة العسكري (601)، والذي تؤكد مختلف الشهادات والتقارير تحوله إلى "مسلخ" حقيقي لتصفية كل من نادى بالحرية من المعتقلين.. وقد تكون هذه "الجيرة" سببا من أسباب "العدوى"، ولكن من يجرؤ على مثل هذا الكلام أو أقل منه في دولة الأسد؟!

زمان الوصل
(128)    هل أعجبتك المقالة (134)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي