كثيرا ما كان السوريون الثاثرون يضربون بمرتزقة بلدة "قمحانة" المثل في الخيانة والاستعباد لنظام أسرف في الإجرام، لاسيما أن هؤلاء المرتزقة يقعون خارج دائرة النسيج الطائفي للنظام، وهم محسوبون -ولو إسميا- على الفئة التي دفعت أعظم فواتير القتل والقهر والدمار والتشريد.
وكثيرا ما قاتل مرتزقة "قمحانة" بشراسة ووقفوا بعناد أمام كل المحاولات التي بذلتها الفصائل للتقدم في ريف حماة، ونحو "قمحانة" بالذات، بوصفها معقلا من معاقل التشبيح، وقد كان لهذه الشراسة "مبرر" ولو بالحد الأدنى، من باب أن هؤلاء المرتزقة إنما يحاربون في النهاية ليسلم لهم معقلهم وتجنبا لاندحارهم عن بقعة لهم فيها أراض وبيوت وأعمال.
ولكن المعدن الحقيقي لخيانة وانبطاح مرتزقة "قمحانة" أبى إلا أن يطل برأسه اليوم الأحد، بالتزامن مع هجوم النظام العنيف على مختلف محاور الغوطة، حيث كان هؤلاء المرتزقة من بين من تقدموا صفوف مليشيا "سهيل حسن"، ليُقتل واحد من كبرائهم، وهو "أحمد عمر النبهان".
ويحمل "النبهان" لقبا يدل على مدى تبعيته لـ"سهيل حسن"، حيث يلقب نفسه بـ"شبل النمر"، و"النمر" كما هو معروف اللقب الدارج لـ"سهيل" بين المعجبين به والمروجين لصورته الأسطورية.
ويتزعم "نبهان" مجموعة كبيرة من مرتزقة "قمحانة" تسمى "مجموعة النبهان"، وقد جاء نبأ مصرعه اليوم الأحد على جبهات الغوطة، ليؤكد ما سبق تداوله عن أن النظام استجلب "مرتزقة" سنة من مختلف مناطق سوريا ليضعهم في مقدمة الهجوم على الغوطة، فيضرب بذلك عصفورين بحجر واحد، الأول يتمثل في التضحية بهم فداء لبقاء جنوده الخلص من طائفته، والثاني دق مزيد من الأسافين بين مكونات المجتمع السني وزيادة الشرخ في صفوفه، متناسيا أن أهل الغوطة بالذات قد تركوا كل ذلك خلف ظهورهم من سنوات، وهم الذين قضى بينهم منذ أيام الثاثر "معاذ رحمة" شقيق أشد شبيحة النظام وأكثرهم تطبيلا لهم على المنابر، والمقصود به "مأمون رحمة"، الذي نصبه النظام "خطيبا للجامع الأموي".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية