كشفت "اللجنة المدنية" المكلفة بالتفاوض عن مدينة "الرحيبة" في منطقة القلمون الشرقي، بريف دمشق، يوم أمس الأربعاء، أنها توصلت إلى تفاهم نهائي مع قيادة "الفرقة الثالثة"، لتحييد المدينة عن منطقة "الجبل الشرقي" و"البترا"، حيث تتمركز فصائل "المقاومة".
ووفق ما أوضحته اللجنة في منشور صدر عنها عبر موقعها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فإن صيغة التفاهم التي جرى التوصل بين "عدنان اسماعيل" قائد "الفرقة الثالثة"، و"المقاومة"، تنص على قبول الأخيرة وضع نقاط للمراقبة في محيط مدينة "الرحيبة"، الأولى عند "قبان شركة الرخام" على طريق الملعب المؤدي إلى منطقة الجبل الشرقي، فيما تقع الثانية عند "قبان سلما" على الطريق التي تصل إلى منطقة "الخرنوبة".
وأشارت اللجنة إلى أن مهمة المراقبة على هذه النقاط، ستوكل إلى مجموعة من الشباب المدنيين المؤهلين، حيث سيعملون على ضمان عدم عودة السلاح إليها مجدداً، حفاظاً على أمن المدنيين في "الرحيبة"، وذلك عقب الإعلان عن خلوها من السلاح الثقيل والمتوسط بشكلٍ كامل، فضلاً عن إغلاق جميع المقرات التابعة لفصائل "المقاومة" فيها.
في السياق ذاته قال أحد أعضاء "اللجنة المدنية" وفضل عدم ذكر اسمه، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إن التفاهم الأخير بين النظام وفصائل "المقاومة في مدينة "الرحيبة"، يأتي استكمالاً لاتفاق تسوية سابق بين الجانبين، بمساعٍ حثيثة من "اللجنة المدنية" التي تضم 13 شخصية، ذات توجهات مختلفة.
وأضاف أن "المقاومة" قبلت بالشروط التي وضعها النظام قبل نحو أسبوعين من الآن، للتوصل إلى اتفاق أخير يبعد "الرحيبة" عن أي أعمال عسكرية محتملة من كلا الطرفين، ويخفف كذلك من القيود الصارمة التي تفرضها قوات النظام الموجودة على دخول البضائع والسلع الغذائية والتجارية والمحروقات، ويسمح كذلك بدخول جميع مؤسسات النظام الخدمية وتفعيل المشفى فيها.
وأشار المصدر، إلى أن الاتفاق يتضمن إعطاء المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياط في مدينة "الرحيبة"، مدّة عام لتسوية أوضاعهم، وإخراج السلاح الثقيل والمتوسط، وإغلاق كافة المقرات وإلغاء جميع المظاهر المسلحة فيها، بالإضافة إلى تسوية أوضاع الموظفين من أجل إعادتهم إلى وظائفهم، وتقديم لوائح اسمية بمن يرغب بتسوية وضعه الأمني.
يرى المصدر، أن النظام يسعى حالياً إلى تحييد مدن وبلدات القلمون الشرقي، عن الحملة العسكرية العنيفة التي تشنها قواته في الوقت الراهن على الغوطة الشرقية، لكن ذلك لن يدوم طويلاً وسرعان ما سيقوم النظام بخرق الاتفاق حال تفرغه للمنطقة.
وشهدت مدينة "الرحيبة" أثناء فترة إعداد هذا الخبر، تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي الذي شن عدّة غارات جوية على مراكز "المقاومة" في منطقتي "الجبل الشرقي" و"البترا"، في حين قامت قوات النظام المتمركزة في اللواء 81، باستهداف الطرقات المحيطة بمدينة "الرحيبة"، بقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة، وذلك بالتزامن مع قيام "جيش الاسلام" باستهداف مطار "الضمير" العسكري بصواريخ "غراد".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية