أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

يدويات بنات زينب.. أعمالهن تصل إلى اليابان

لم تعرف السيدة "ميادة العيسى"، 60 عاماً، اليأس يوماً. فبعد اضطرارها لمغادرة مدينتها وحياتها المستقرة، وتركها لمجال التدريس الذي لزمته لسنوات طويلة، وصلت المعلمة السورية إلى مدينة انطاكيا بتركيا، تاركة ورائها كل شيء.

حدث ذلك منذ بدايات الثورة، حيث وصلها الخبر أن أحد الفروع الأمنية يبحث عنها لمشاركتها في المظاهرات المناهضة للنظام في بلدتها معرتمصرين بريف إدلب.

ورغم الظروف التي عصفت بالسيدة "ميادة" وعدم إمكانيتها لمتابعة عملها بالتدريس، كانت مذخرة بنصائح أمها منذ الصغر، حيث تعلمت على يديها الأشغال اليدوية، "حياكة الصوف"، وعملت على تشكيل مجموعة من الفتيات المقيمات بتركيا، تحت اسم "يدويات بنات زينب"، نسبة لاسم والدتها.

ومن هواية أحبتها الفتيات بإشراف السيدة "ميادة"، بدأت بصنع "لفحات" تحمل عمل الثورة لتقي المتظاهرين برد الشتاء، لتتطور بعدها لأعمال متقنة وأشكال مختلفة.

تقول السيدة "ميادة": "عكفت على الاتصال بالأصدقاء والنشطاء وتكبير المجموعة.. وتأمين المواد البسيطة والسنارات لتطوير عملنا".


متابعة حديثها لـ "اقتصاد": "كان الإقبال على منتجاتنا كبيراً. الكل متشوق ليضع علم الثورة على رقبته أو قبعة صوفية على رأسه. جاءني أحد الشباب وقال عندنا معرض في استانبول سوري تركي، ونريد منتجاتكم ليتحول مشروعنا إلى مشغولات جديدة تخاطب الجمهور التركي بالإضافة إلى السوري، وهنا توسع عملنا".

"ويعمل ضمن المشروع عدد غير محدود من الفتيات، إذ كل فترة يغادرنا البعض بدافع السفر أو العمل، وتدخل فتيات جديدات إلى المجموعة. ولا يوجد مكان أو ورشة للعمل. الورشة بحاجة لخدمات ومصاريف، وبحاجة لأجر ثابت للعاملات، وبحاجة لتسويق بكميات كبيرة، ونحنا تمويلنا ذاتي وتسويقنا ذاتي"، تقول "ميادة".

وتضيف موضحة: "العاملات يعملن ببيوتهن بشكل كيفي ومريح، لهن ولعائلاتهن، وتقوم العاملة بحياكة ما هو مطلوب منها وتتقاضى أجرها عند تسليم القطعة. فمثلاً 60 ليرة تركية تتقاضها العاملة أجرة شال قطني. وتختلف الأجرة من قطعة لأخرى".


ولا تتقن أغلب العاملات عمل قطعة كاملة ويشتغلن الشكل الأساسي من القطعة السادة، وبعدها تمر على 3 مشرفات لتقمنَ بالتزيين والاكسسوارات وعمل الامبلاج اللازم.

وبحسب محدثتنا فإن التسويق يكون عن طريق الأصدقاء خارج وداخل تركيا. كما شاركت المجموعة بأعمال لمعارض خيرية وفعاليات ثورية. وتضيف: "وصلت منتجاتنا إلى اليابان عن طريق صديق محامي عرفنا عن طريقه سيدة يايانية تعمل لصالح السوريين وهي عالمة آثار تتحدث العربية، وتشتري منا بشكل شهري، وننفذ مشغولات بناء على طلبهم وهي غالباً من التراث الريفي السوري القديم".

وأخيراً أكدت السيدة "ميادة" عبر "اقتصاد" أن "العمل سيبقى مستمراً، ونسعى لتطويره بجهودنا الذاتية كما انطلقنا. ونسعى لتطويره باستمرار، لأننا نؤمن بقدراتنا".


اقتصاد - أحد مشاريع "زمان الوصل"
(182)    هل أعجبتك المقالة (130)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي