أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

يا ابناء فلسطين اياكم ان يستدرجكم محمد نزال الى منبر الجزيرة ... رشيد شاهين

لست هنا بصدد الهجوم او التهجم على قناة الجزيرة الفضائية، او التقليل من اهمية هذه القناة التي احدثت ما يمكن اعتباره طفرة في الاعلام العربي بشكل عام - هذا ما لا يراه البعض ولا يتفق معه-، هذا الاعلام الذي اتسم ولا زال بالتخلف وعدم القدرة على مجاراة الاعلام الغربي بعامة و الاعلام الصهيوني بشكل خاص، وقد يكون للضربات التي تعرضت لها مكاتب الجزيرة والاغلاقات المتكررة لتلك المكاتب او منعها من العمل في اكثر من بلد، وكذلك استهداف مراسليها وزجهم في السجون الاميركية والغربية والعربية بتهم وذرائع مختلفة، ما يشير الى تأثير الجزيرة الواضح، هذا عدا عن انها تثير الكثير من القضايا وتفتح الكثير من الملفات التي تتردد الكثير من القنوات في فتحها ولا تتجرأ على الاقتراب منها.

قد تدعي الجزيرة انها عندما تقوم بذلك فهي انما تفعله تحت عنوان حرية الراي وهذا من حقها، الا اننا هنا لا بد من ان نطرح سؤالا فيما يتعلق ببعض البرامج والملفات التي يتم فتحها خلالها، هل تعني حرية الراي ان نفتح الملفات بغض النظر عن سلبيتها او ايجابيتها، وبغض النظر عن القيمة او الفائدة التي يناقشها هذا الملف او ذاك؟، او ليس الجزيرة قناة عربية يفهم من خلال كل ما تطرحه بانها حريصة على الارتقاء بالواقع العربي والانتقال به الى حال افضل؟ واقع الحال يقول بان هنالك بعض البرامج التي تثير الكثير من الملفات والمسائل التي تتم مناقشتها لا علاقة لها بالمصلحة العربية، وهي ان لم تكن ضارة بتلك القضايا فهي بالضرورة لا تقدم اية فائدة، هذا إذا ما استثنينا قضية الانتقائية سواء فيما يتعلق بالدول او الملفات، وبالتالي فان الجهد والوقت والمال المبذول فيها يصبح نوعا من انواع الهدر غير المبرر وقد يرقى الى الفساد والافساد او الى الاضرار بالواقع العربي، وايجاد شرخ بين ابناء الامة، وهذا مرتبط بشكل او بآخر بالموقف الرسمي للدولة التي تبث القناة منها والتي تغدق عليها ملايين الدولارات من اجل ايصال رسالتها وقد كان هناك العيد من البرامج الاشكالية التي خلقت الكثير من البلبلة في الشارع العربي.

وحتى لا نطيل في هذا الاطار لا بد من الاشارة الى برنامج بلا حدود الذي يشرف عليه احمد منصور والذي يتم تصنيفه من قبل الكثيرين على انه "اخونجي" متمرس، والذي اصبح مثار الكثير من الجدل خاصة بعد برنامجه المعروف "شاهد على العصر" الذي استضاف من خلاله عشرات الشخصيات وقد لوحظ خلال الكثير من حلقات هذا البرنامج - شاهد على العصر- مدى الحقد الذي يحمله الرجل لكل ما له علاقة بالقومية العربية والقوى الوطنية ويمكن لمن يشاء ان يطل على ما يحمله الرجل من حقد ان يقرا كتابه حول سقوط بغداد - دعاية مجانية لكتابك يا عم-، فهو عادة ما يلجا الى شخصيات انزوت وغطاها غبار السنين ولفظها التاريخ والشعب، وهي شخصيات كريهة ارتبطت بكل الاشياء الا بقضايا شعوبها وامتها، تتلقف الفرصة بشكل فيه الكثير من التهافت حتى تسترجع جزءا بسيطا من الاضواء التي افتقدتها عندما كانت "تحكم وترسم".

في الحلقة الاخيرة من برنامج بلا حدود تمت استضافة السيد محمد نزال - احمد منصور اعتبر ان ما سيقوله الرجل هو سبق اعلامي- الذي تحدث بشكل يثير الكثير من الحيرة حتى لا نقول الاشمئزاز والتقزز ، لم اكن اعلم بان الحقد بين طرفي النزاع في الساحة الفلسطينية قد يصل الى هذه الدرجة من الغل والحقد، كان نزال يتحدث بشكل يثير الشفقة، الشفقة ليست عليه- بل الشفقة على القضية والشعب الفلسطيني الذي يقوده رجال يتمتعون بكل هذا الحقد والضغينة، لم اكن اعلم بان الناس قد تعميمهم شهوة السلطة الى هذا الحد بحيث يتحدثون عن فتوحات وانتصارات على غريمهم الفلسطيني ولا تسمع كلمة واحدة عن العدو الرئيسي المفترض، والذي يجب ان توجه له كل السهام بدلا من توجيهها الى صدور من هم ابناء شعبه.

عندما كنت استمع الى نزال شعرت باننا امام جهاز مخابرات فلسطيني يمكننا من خلاله ان نتفوق على ال سي آي ايه او جهاز الموساد او اجهزة مخابراتية كثيرة، لم اكن اعلم بان لدينا كل هذه القدرات المخابراتية، ليس هذا فقط بل اصبح شعبنا مجرد مجموعات من العملاء والجواسيس الذين انتهى اهتمامهم وهمهم بالقضية الوطنية ليتحولوا الى مخبرين وعملاء ومرتزقة لهذا الجهاز في العالم او ذاك، كما انني شعرت بان اجهزة المخابرات في العالم تتهافت علينا لاننا " سوبر" في علم التجسس، هذا عدا عن اننا "سوبر" في الخيانة لقضيتنا وخيانة امتنا العربية والاسلامية.

في ذات اللحظة التي كنت استمع الى محمد نزال كانت الاسئلة تدور في ذهني عن المباديء الاسلامية والاخلاق الاسلامية والسنة والقرآن وما يتم تعليمنا اياه منذ الصغر في دروس الدين، واين هذا الذي يحدث من كل ذلك، هل هذه هي الاخلاق التي يحض عليها ديننا الحنيف "من ستر مسلما.....". هذا على افتراض ان ما قاله نزال هو عين الحقيقة واننا شعب من العملاء، ولصالح من يتم بث هذا كله وما هي مصلحة الجزيرة في هذا، خاصة وان الشعب الفلسطيني يتطلع الى حوار ومصالحة واعادة وحدة لشطري الوطن.

كان نزال يتحدث وزميله في حركة الاخوان المسلمين يتلذذ منفرج الاسارير ويقول مبتسما منتشيا بدون تردد، ان المجال مفتوح لكل من يريد الرد، اي ان كل ما يريده هو ان يفتح باب الجزيرة لكل من يريد ان يرد على نزال ولتصبح الجزيرة هذه القناة الاكثر شهرة في العالم العربي المنبر الذي من خلاله يتبارى ابناء فلسطين في الردح بعضهم لبعض، وليتفرج العالم، وبالتالي تهتز صورة الفلسطيني في عيون من يسانده وتهتز القضية الفلسطينية في عيون من يقف الى جانبها " طبعا الصورة مهتزة ولا تحتاج الى المزيد".

العودة الى فتح هذا الملف الذي تم الحديث فيه قبل اكثر من عام اي بعد ان استولت حماس على القطاع لا بد ان له اسبابا لا يمكن فهمها سوى انها ترمي الى ترسيخ القطيعة ووضع العصي في دواليب اية محاولة للعودة الى الحوار وامكانية المصالحة.

انني ومن خلال هذا المقال اتوجه الى كل الاسماء التي وردت في حلقة "التقيؤ" التي قادها احمد منصور والى ابناء شعبنا بالا يستجيبوا الى الدعوة التي وجهها اليهم منصور بالرد تحت ذريعة ومصيدة حق الرد لانها دعوة ليست بريئة يوجهها اليكم رجل اصبح معروفا بمواقفه لكل منكم واتمنى ان تترفعوا عن كل ما قيل لانه لا يختلف عن كل ما قيل خلال الفترة الماضية.

26-12-2008

(111)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي