كشف معتقل سابق لدى تنظيم "الدولة" تفاصيل من اعتقاله في مدينة "الطبقة" بريف الرقة، وتعرّف الشاب "محمد شيخ موسى" الذي تمكن من مغادرة سوريا بعد الإفراج عنه على أحد سجانيه المدعو "عمار أسعد المصطفى" والملقب بـ"عمار السفراني" أو "أبو بكر" مسؤول التنظيم الأمني في منطقة "دبسي فرج" بريف الرقة الغربي بعد القبض عليه مع مجموعة من عناصر التنظيم على يد مقاتلي "هيئة تحرير الشام" في قرية "أرض الزرزور" أثناء هروبهم باتجاه قرية "الخوين" بريف إدلب الجنوبي.
واتهم "شيخ موسى" "السفراني" باعتقال قريبه "ناصر الناجي العمر" وهو عسكري منشق لا يزال مصيره مجهولاً منذ أكثر من سنتين، ومنع المدنيين من النزوح أثناء تقدم قوات النظام إلى المنطقة، وترويع النساء والأطفال بإطلاقه النار فوق رؤوسهم أثناء محاولتهم عبور البحيرة لمنعهم من الاتجاه نحو مناطق سيطرة ميليشيا "قوات سوريا الديموقراطية" بهدف إبقائهم في القرية كدروع بشرية، ومارس التعذيب بحق المدنيين ومحاربتهم في أرزاقهم والتضييق عليهم.
كما شارك في زرع الألغام على الطرقات في ريف الرقة الغربي، ما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين، وكان يعتقل كل من يشتبه في تنظيمه أو تأييده للجيش الحر في المنطقة مما دفع الكثير من شبان "دبسي فرج" للهروب خارجها–كما أكد شيخ موسى لـ"زمان الوصل"- مشيراً إلى أن "السفراني" وهو من مواليد 1991 عمل مزارعاً مع عائلته في "الطبقة" وانتقل مع عائلته إلى قرية "دبسي فرج" عام 2001 وعمل مع أشقائه الثلاثة حينها في "الزريقة"– تلييس الجدران- والتحق أثناءها بالخدمة العسكرية، وبعد اندلاع الثورة انشق ليلتحق بلواء "أويس القرني" التابع للجيش الحر قبل أن ينشق عنه ثانية بسلاحه ويلتحق بتنظيم "الدولة" بعد مقتل أشقائه الثلاثة في أقل من شهرين.
وأصيب "السفراني" في إحدى عينيه في معركة "الطبقة"، فتم تعيينه في "ديوان الزكاة"، ونظراً لعدم وجود أشخاص يتولون منصب الأمني تم تعيينه أمنياً في التنظيم.
وهنا بدأ -كما يقول محدثنا- بممارسة الكثير من الاعتقالات والتنكيل بحق أبناء المنطقة.
"شيخ موسى" الذي كان يملك محلاً للإنترنت، اعتقل بتهمة تقديم "النرجيلة" في أواخر آب أغسطس/2014، وتم سجنه في "حسبة الطبقة" لمدة أسبوع، وهناك تم تفتيش جواله ليجدوا محادثات له مع أحد أصدقائه عن مطار "الطبقة" وتحريره من قبل تنظيم "الدولة"، فتم تحويله إلى سجن "البرج"، الذي أمضى فيه 23 يوماً قبل أن يتم تحويله مرة أخرى من قبل قاضٍ مصري إلى النقطة 11 بالرقة.
وأكد محدثنا أن السفراني حقق معه أثناء فترة اعتقاله التي امتدت لـ 40 يوماً وسأله عن عدد من أقاربه ومنهم "ابراهيم المحمد السطام" واخوته "حسن وأبو سعيد" و"عبد الفتاح الأحمد الحميدي" طالباً منه –كما يقول- العمل كجاسوس لديه، لكونه على تماس مباشر ويومي مع الناس.
واستعاد محدثنا جوانب من فترة اعتقاله التي تعرض فيها -كما يقول- للإهانات والتعذيب الشديد على يد عناصر سعوديين وأردنيين، وكان من رفاقه في الزنزانة شخص يدعى "أبو محمد الفرنسي" كان وزيراً للاتصالات في التنظيم سجن بتهمة التعامل مع النظام وتشغيل أبراج التغطية أثناء اقتحام "الفرقة 17" ليتواصل العساكر مع أهاليهم.
بعد أربعين يوماً وعشية عيد الأضحى جاء إلى سجن شخص يُدعى "أبو علي الشرعي" وأخبر المعتقلين أن هناك عفواً من "البغدادي" عنهم بمناسبة العيد، فخرج بتاريخ 3/ 10/ 2014 وبعد فترة تمكن من مغادرة سوريا، وغابت أخبار "السفراني" بعد تقدم قوات النظام إلى "الطبقة" وانسحاب عناصر التنظيم وذهابهم إلى البادية لمدة سنة قبل أن يظهر في شريط فيديو بثته وكالة "براء" مع مجموعة من عناصر التنظيم الذي اعتقلتهم "تحرير الشام" في "الخوين" بريف إدلب.
فارس الرفاعي - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية