أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

1400 عائلة في "عربين" تعيش في الأقبية

حياة تحت الأرض هربا من الموت - زمان الوصل

أعلن المجلس المحلي لمدينة "عربين" في الغوطة الشرقية بريف دمشق، مؤخرًا، عن تشكيل لجنة طوارئ مهمتها استكمال وتأمين الخدمات الفنية والصحية للأقبية التي تحولت لأماكن سكنٍ دائمة لأبناء المدينة التي تشهد منذ عدّة أشهر عمليات قصفٍ ممنهجة لأحيائها السكنية.

في هذا الصدد قال "أبو اليسر براء"، مدير المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لمدينة "عربين"، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إن عمل اللجنة يهدف إلى تجهيز 40 قبواً، من أصل 75 قبواً موجودة في مدينة "عربين"، تحتاج إلى صيانة فورية وتجهيز صحي وخدمي من مياه وصرف صحي، بما يلبي الاحتياجات الأساسية اليومية لأبناء المدينة.

وأضاف أن هناك 17 قبواً لا تصلح للسكن، بسبب افتقارها لأدنى مقومات الحياة، فيما تحوي بعض الأقبية في الوقت الراهن عدداً كبيراً من العائلات، تصل لحوالي 25 عائلة، وهي تفتقر بغالبيتها إلى مصادر التدفئة، الأمر الذي زاد من معاناة تلك العائلات التي لجأت إليها.

عن المصاعب التي تواجه عمل اللجنة أوضح "أبو اليسر" أن اللجنة تسعى إلى تأمين كافة الخدمات للأهالي والنازحين المتواجدين في "عربين"، لكن أبرز ما يعيق عمل اللجنة هو استمرار عمليات القصف بمختلف أنواع الأسلحة من قبل قوات النظام والطيران "الروسي"، على الأحياء السكنية داخل المدينة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الحملة العسكرية الأخيرة على المدينة، قد خلّفت عشرات القتلى والجرحى، ودماراً كبيراً في البنى التحتية والمرافق العامة والخاصة.

على الرغم من حركة النزوح الداخلية التي شهدتها مدينة "عربين"، لـ2500 عائلة، نزحت قسراً من الأحياء الأكثر عرضة للقصف باتجاه أحياءٍ أخرى أكثر أمناً، إلا أن 1400 عائلة، لم تتمكن من الخروج من أحيائها، نظراً لعدم توفر منازل بديلة تصلح للسكن، ما دفعها إلى العيش في الأقبية، وبالتالي ما تزال تلك العائلات مهددة بخطر الموت في ظل استخدام النظام و"روسيا" صواريخ ارتجاجية ذات قوة تدميرية هائلة قادرة على اختراق التحصينات الاسمنتية لأبنية المدينة.

*الحياة داخل الأقبية
تشكل الحياة لفترة طويلة في الأقبية غير المجهزة أو ضعيفة التهوية، تحدياً قاسياً وخطيراً على صحة الأهالي في مدينة "عربين"، إذ تحمل معها أمراضاً ومخاطر متعددة، بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة والاكتظاظ البشري وتدني الخدمات، في حين تظهر أثارها السلبية بشكلٍ أكبر على الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يحتاجون إلى الغذاء والدواء والدفء.

وفق إحصائية أخيرة أجراها المجلس المحلي لمدينة "عربين"، فإن عدد العوائل التي تقطن ضمن أقبية المدينة، يصل إلى 1400 عائلة، من أصل 7600 عائلة، وأشار "حسن يونس"، رئيس المجلس المحلي لمدينة "عربين"، إلى أن الوضع الصحي القائم حالياً في الأقبية سيء للغاية، فيما تحاول بعض الفرق الطبية التطوعية القيام بجولات دورية على الملاجئ، وهدفها تقييم الحالة الصحية للأهالي، ومدى ملاءمتها للسكن، ناهيك عن إجرائها معاينات للمرضى وتقديم الأدوية لهم.

وبيّن "يونس" في حديثٍ خاص مع "زمان الوصل"، أن الفرق الطبية سجلت العديد من الأمراض الأخرى المنتشرة بين العائلات التي تعيش في الأقبية، منها: المشاكل التنفسية والصدرية، الربو، الجرب والقمل، بالإضافة إلى أمراض السكري والضغط.

الجدير بالذكر أن حملة النظام العسكرية على مدينة "عربين"، بدأت منذ الأيام الأخيرة من العام 2017، وأدّت إلى تدمير سبعة أحياء مكتظة بالمدنيين بشكلٍ شبه كامل، وأخرجتها عن صلاحيتها للسكن، في حين وصلت نسبة الدمار في المنازل إلى 30 %، فضلًا عن دمار مدرستين بصورة كاملة.

زمان الوصل
(210)    هل أعجبتك المقالة (208)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي