لم يكن الكلام المنقول عن مسؤول إيراني بخصوص إنقاذ بشار الأسد وتثبيته.. لم يكن جديدا في إطاره العام، لكنه بالمقابل قدم تفصيلا مهما عن تورط الإيرانيين في خطوة تسليح الشبيحة وتدريبهم، وهو الأمر الذي أدخل سوريا في منزلق خطير تمثل في ارتفاع منسوب المجازر والانتهاكات وألحق دمارا هائلا في بنية المجتمع السوري يقترب إصلاحه من حدود المعجزة.
وفي هذا الإطار أفصحت مصادر وثيقة الاطلاع، ولأول مرة وبكل وضوح، عن كنه الدور الإيراني في تسليح البلدات والتجمعات الطائفية في مناطق سورية مختلفة، لاسيما في دمشق ومحيطها، حيث كان يعاني النظام وضعا معقدا ومرتبكا للغاية، جعله شبه محاصر في عاصمة البلاد، ومقر الحكم.
مصادر "زمان الوصل" أفادت أن الإيرانيين تولوا بأنفسهم توزيع السلاح على الموالين العلويين في عدة أحياء وتجمعات يعرفها عموم السوريين، ومنها: عش الورور (برزة، شمال دمشق)، المزة 86 (دمشق)، مساكن قطنا (غرب دمشق) ومساكن الديماس (شمال غرب دمشق)، وسواها.
وأبانت المصادر أن الإيرانيين وزعوا السلاح على فئات عريضة من الشباب والرجال القاطنين في هذه التجمعات، بالتعاون مع جمعية البستان، التي يملكها ويرأسها "رامي مخلوف" ابن خال بشار، وخازن أمواله.
وجاء تسليح الإيرانيين لعامة القاطنين في التجمعات العلوية، ليسهم في تشكيل ما عرف حينها باسم "اللجان الشعبية"، قبل تحويلها إلى مليشيا أكثر تنظيما تحت مسمى "الدفاع الوطني".
وأكدت المصادر ما جاء في الرواية الإيرانية لناحية الموقف الحرج الذي كان يعيشه النظام وأعوانه في تلك الأيام، موضحة أن الأمور كانت مضطربة للغاية وكان هناك إحساس عارم بالذهول مرده العوم على بحر من المجهول، لاسيما أن 80% من مساحة سوريا كانت خارج سيطرة النظام، وقد استمر هذا الوضع حتى عام 2014، حيث بدأت ملامح "الانفراج" تلوح شيئا فشيئا.
وقبل أيام، صرح عضو "مجمع مصلحة تشخيص النظام" الإيراني "علي آغا محمدي" أن بشار الأسد كان على وشك مغادرة السلطة نهائيا والرحيل عن القصر، لكن إيران هي من ثنته عن هذا القرار ودفعته للتمسك بالكرسي.
وأفاد "محمدي" أن الجنرال "حسين همداني"، عاد يوما ما من دمشق إلى إيران ليخبر القيادة بأن بشار الأسد كان عازما على ترك السلطة ومغادرة القصر الذي كان محاصرا فيه.
وتابع "محمدي": الشهيد همداني أخبر بشار الأسد (هكذا دون لقب مطلقا) أن لا يقلق، وأن عليه أن يسمح بتوزيع السلاح على 10 آلاف من المدنيين، وهؤلاء سيتكفلون بإبعاد الخطر بعد تنظيمهم، منوها بأن "همداني" نجح في "حشد 80 ألفا من السوريين".
وكان "همداني" يتولى مهام القائد الأعلى للقوات والمليشيات الإيرانية في سوريا، قبل مصرعه في "حلب" خريف عام 2015.
وجاءت تصريحات "محمدي" كحبة في سلسلة طويلة من التصريحات التي أدلى بها مسؤولون إيرانيون في هذا الشأن، كانت كلها تركز على نقطة واحدة.. نحن من منعنا نظام بشار من السقوط، وبفضلنا وحدنا تمكن من البقاء في السلطة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية