أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

روح "زهر الدين" تعذب الموالين.. "عائد إلى حضن الوطن" يكتب تقريرا بشبيح بارز للغاية

النظام فضل بعض العائدين اليه على شبيحته القدماء - ارشيف

لم يكن حساب "سوق" النظام مخالفا لحساب "بيدر" حاضنته ومواليه والمدافعين عنهم، كما هو حاله هذه الأيام، ذلك أن النظام كان وما زال يدير "سوقه" بمنطق الربح والخسارة ومن ثم تأتي الاعتبارات الأخرى، فيما بات "بيدر" الموالين هشيما في عرفهم، رغم كثرة "الحصاد" الذي لم يبق بيتا خاليا من قتيل أو قتيلين وربما أكثر.

وعلى هذا الأساس، ومنذ أول يوم اختار فيه النظام سياسة التسويات وفتح الأبواب مشرعة أمام "العودة إلى حضن الوطن"، والموالون الرافضون الممتعضون من هذا الأمر يتكاثرون، وهمساتهم تتعالى لتغدو صرخات صريحة، وصولا إلى أعلى المستويات، وهذا ما تبدى جليا قبل أشهر في تصريح العميد القتيل"عصام زهر الدين"، الذي قال بلغة واضحة جازمة: "إذا الدولة سامحتك نحن عهدا لن ننسى ولن نسامحك".

صحيح أن "زهر الدين" كان يوجه رسالته لمن غادروا سوريا ظاهرا، ولكن الحقيقة أن رسالته كانت عامة، تشمل حتى أولئك الذين وسعهم "حضن الوطن"، ومن هنا "شفت" تهديداته "غليل" طائفة عريضة من الموالين، وباتوا "يحلفون" بحياته، التي لم تطل كثيرا بعد هذه التصريحات، ليقتل في ظروف غامضة (الفاصل الزمني بين تهديداته ومقتله كان أقل من 40 يوما).

وبمصرع "زهر الدين" كان بشار قد وجه رسالة لا تقبل التأويل، وعاها كثير من مؤيديه، ومفادها: من يخرج عن حسابات "السوق" الذي أنا سيده، فلن أتردد أبدا في دفنه، حتى لو كان له ملء "بيدر" من الولاء والقتال وبذل الدم والروح.

*أثنى عليه بهجت سليمان
رغم خطورة رسالة النظام وعاقبتها التي دونها قطع الرقاب، وليس الألسنة فقط، فإن شريحة من الموالين ما تزال غير قادرة على ضبط نفسها، وهي تتعذب بروح "زهر الدين" بينما ترى كل يوم ما تعده "إهدار" بشار لـ"تضحياتها وتنكره لما قدمته من "ضحايا" على مذبحه.. قدمتها رجاء أن يمنحها ذلك رصيدا لهم في تملك البلاد بجميع مقدراتها، تأسيسا على قاعدة "سوريا لمن يدافع عنها"، التي أطلقها بشار، وسال لعاب الموالين لها وتوسموا منها "خيرا".

ومؤخرا بات سماح النظام لشخصيات معينة بالعودة إلى حضنه، أمرا تافها في عيون الموالين وهم يقارنونه بالمزايا التي منحها النظام لهؤلاء "العائدين"، حيث صدرهم في المجالس بل بارد إلى "تكريم" بعضهم، حتى وصل الأمر إلى إيفادهم إلى "مؤتمر سوتشي"، في مقابل حرمان شخصيات لها باع طويل في تأييد النظام من هذه الفرصة، ما ضيع على هذه الشخصيات رحلة استجمام مجانية وبدلات تم قبضها بـ"العملة الصعبة".

ويبدو أن في "جراب" النظام كثيرا من المفاجآت غير السارة لمواليه، فيما يخص ملف "العائدين"، إذ أن الأمر وصل إلى حد اعتماد هؤلاء مخبرين (جواسيس) على الشبيحة أنفسهم، ما جعل الشبيحة يفقدون صوابهم، ويلعنون اليوم الذي خدموا فيه النظام.

شبيح في بلجيكا
وفي هذا الصدد بالذات، علمت "زمان الوصل" من مصادرها الخاصة أن شبيحا بارزا للغاية يقيم في بلجيكا، يدعى "ع.خ" (تحتفظ الجريدة باسمه كاملا)، جن جنونه عندما علم أن أحد "العائدين" لحضن النظام، الذين كانوا يصنفون بالعصابات المسلحة والإرهابيين قبل عودتهم، قد كتب تقريرا به (أي بالشبيح) ورفعه إلى "الجهات المختصة".

ومما زاد في سوداوية المشهد بعيون الشبيح البارز، أن النظام بدا وكأنه قد تناسى جميع الخدمات الجليلة التي قدمها "ع.خ" من مكان إقامته، ومساهماته التي لاتنقطع لترويج دعاية بشار عن وجود عصابات إرهابية، وفضل الالتفات إلى ذلك "العائد لحضن الوطن".

ويكفي أن نعلم أن "ع.خ" هذا مؤيد من صلب المولاة الطائفية، ومن أبرز عائلاتها، وأنه يعد من أهم المدافعين عن النظام في بلجيكا وعموم أوروبا، بل إنه من أوائل من نظموا مظاهرة للشبيحة عام 2011 أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل، وهو إلى ذلك ابن عائلة يقاتل أفرادها في جيش النظام، وقد قتل عدد لابأس به منهم دفاعا عنه.

ويمارس "ع.خ" أدوارا كثيرة في دعم النظام من بلجيكا، مثل جميع التبرعات العينية والمادية له، والمشاركة في حملات تلميعه، مع عدم ادخار أي جهد لتشويه صورة الثورة السورية، وتقديمها على أنها حركة إرهاب لا أكثر.. وكل هذا وغيره جعل "ع.خ" يتمتع بعلاقات طيبة مع ضباط النظام وأعوانه، بل ويحظى بثنائهم مباشرة (منهم ضابط المخابرات السابق بهجت سليمان).. ولكن كل هذا بالمقابل لم يشفع له عند النظام، الذي بات يرى مصلحته في تجنيد شخصيات "العائدين" كونهم الأكثر انبطاحا وانحطاطا، ليكونوا "رجال" المرحلة القادمة من سوريا، وعنوانها الأبرز.

زمان الوصل
(111)    هل أعجبتك المقالة (93)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي